في مقاله المنشور يوم أمس بصفحات "وجهات نظر" والمعنون بـ"النجاح في العراق... وضرورة تغيير المسار"، أفصح السيناتور"جوزيف بايدن" عن حقائق لا تزال عصية على صناع القرار في واشنطن. أخيراً نطق أحد البرلمانيين الأميركيين بعبارات طال انتظارها، عبارات تشجع صناع القرار في واشنطن على إشراك الدول العربية في الهم العراقي. ففي مقاله سلط "جوزيف بادين" الأضواء على الموقف المهترئ الذي تعيشه الولايات المتحدة داخل العراق، موضحاً أن الأمر برمته يحتاج إلى تغيير مسار السياسات الأميركية في العراق، لأنه من دون إشراك السنة المعتدلين في العملية السياسية، ومن دون الحصول على دعم بلدان المنطقة العربية، لن تخرج القوات الأميركية من العراق في وقت أسرع مما يخطط له الساسة الأميركيون.
من الواضح أن العرب مغيبون عن الساحة العراقية، وهو ما يفتح الباب أمام عناصر أخرى لا تهمها عروبة العراق ولا ارتباطاته التاريخية بالعالم العربي، والخوف أن يتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الأميركيين وخصومهم في المنطقة، أو يتحول إلى تركة لا صاحب لها، أو بئر نفط يتربص به المتربصون.
لابد من موقف عربي صارم وواضح لانتشال العراقيين من محنتهم، لأن الغياب العربي أو بالأحرى "التغييب" عن الساحة العراقية، سيسفر في نهاية الأمر عن تداعيات خطيرة تطال أرجاء العالم العربي.
وعلى العرب أن يستفيدوا من تجربة مسودة الدستور العراقي الجديد، والتي كشفت عن محاولة عقيمة لتجريد العراق من هويته العربية فعلى العرب أن ينتبهوا جيداً لما يجري في العراق، لأن الحرائق المشتعلة في هذا البلد سيعم دخانها كافة أجراء المنطقة.
حسام عبد الحكيم- الشارقة