لاحظت في مقال حازم صاغية "تركيا وأوروبا: حواجز على الطريق"، المنشور في "وجهات نظر" يوم السبت الماضي، أن الكاتب حاول جاهداً إيضاح رؤيته بشأن قضية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وكيف أن أنقرة تُعلق آمالاً كبيرة على هذا الأمر وسط برود أوروبي في التعامل مع الموضوع. لكن الكاتب لفت نظري إلى شيء مهم في مقاله وهو أن الأتراك فقدوا الحماس لقضية الانضمام للاتحاد الأوروبي، وهو ما زعمه الأستاذ حازم في تحليله للمعطيات التي استقاها من الشارع التركي بعد التظاهرة التي أشار إليها، وطالب المتظاهرون خلالها بأن تكف الحكومة عن استجداء أوروبا بالانضمام إليها. ولكن في حقيقة الأمر لم نلمس نحن المتابعون للشأن التركي أي شيء مما ذكره الكاتب. فالتظاهرة التي قامت في أنقرة ودعا إليها أحد الأحزاب الإسلامية المحظورة، لم تكن بهذا المستوى من الاهتمام الشعبي التركي، ولم تكن بالمقابل بمستوى الاهتمام الإعلامي. فهذا الحزب فقد ألقه منذ زمن بعيد، وبقي على حاله دون تقدم منذ سنوات طويلة، حتى أن أغلب أنصاره انسحبوا منه واتجهوا لممارسة السياسة العلمانية في أحزاب أخرى بعيداً عن ضغوط صقور حزب التحرير الإسلامي.
من هنا أستغرب حديث الكاتب عن تأثير معين لهذا الحزب، أو لهذه التظاهرة، في القضية الرئيسية التي تحول دون انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي سريعاً، وهي القضية القبرصية، وعناد تركيا في التعامل معها رغم التركيز الأوروبي عليها في الآونة الأخيرة بعد أن استكملت أنقرة شروط الانضمام الكامل للاتحاد.
لقد عرج الكاتب على موضوع القضية القبرصية في مقاله، لكنه لم يعطها حقها باعتقادي الشخصي، علماً بأنها السبب الرئيس باعتراف زعماء أوروبيين في الحيلولة دون البت بعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وما أميل إلى اعتقاده هو أن تركيا ستتخذ خطوات مرنة في الفترة القادمة فيما يخص التعامل مع القضية القبرصية كي تكسب التأييد الأوروبي الكامل لانضمامها للاتحاد، وبذلك لن يكون ثمة سبب لبقاء تركيا في حالة قلق من موضوع عضوية الاتحاد الأوروبي.
عبدالحميد إبراهيم- دبي