في الحقيقة تطرق الدكتور سعد بن طفلة في مقاله المنشور يوم أمس السبت في "وجهات نظر" إلى نقطة يتجاهلها كثير من المحللين الأميركيين، وهي أن واشنطن تحاول استخدام سوريا شماعة تعلق عليها أخطاءها الفادحة في العراق. إن الضغوط الأميركية على دمشق ليست بجديدة، لكن الغريب هذه المرة، أن الولايات المتحدة تصعد بين الفينة والأخرى لهجتها ضد سوريا، متناسية أن القرارات الخاطئة التي اتخذتها إدارة بوش في العراق هي التي أدت في النهاية إلى هذا المشهد الغائم والمرتبك في بلاد الرافدين. فكيف يمكن مطالبة سوريا بحماية حدود تمتد لمئات الكيلومترات، في ظل وضع أمني منفلت داخل العراق وبخاصة في المدن الحدودية؟
واشنطن لا تخفي تربصها بدمشق، لكن يجب على صناع القرار الأميركي أن يتحلوا بالموضوعية عند انتقاد سوريا، لاسيما وأن الأخيرة مستعدة للتعاون مع الأميركيين في ضبط الأمن على الحدود ومنع تسلل الإرهابيين إلى داخل العراق.
اللافت أنه عندما تشتد الهجمات الارهابية على القوات الأميركية داخل العراق، ترتفع أصوات المسؤولين الأميركيين بالنقد ضد دمشق وكأن هذه الأخيرة هي التي شنت حرباً استباقية أو احتلت بلدا آخر.
أميركا تحتاج إلى سياسة هادئة ومتزنة مع دمشق لأنه من الصعب المضي قدما في هذه السياسة الأميركية المرتبكة التي تثير أكثر من علامة استفهام على نوايا واشنطن تجاه سوريا.
إبراهيم عبد العظيم- الخرطوم