حذارِ من قوة الصين البحرية... وعيوب تعتري سياسة اليابان الخارجية


تنامي قوة الصين البحرية، وأهمية فرض الاستقرار داخل قطاع غزة، وجوانب الضعف التي تعتري سياسة اليابان الخارجية، والحرب على الإرهاب لم تجعل العالم أكثر أمناً... موضوعات شملتها جولتنا الموجزة في الصحافة الدولية.


قوة الصين البحرية:


"في عصر الصواريخ والتهديدات الإرهابية، يعتقد كثيرون أن مفهوم القوة البحرية أصبح من الماضي... لكن في الصين لا يوجد من يتبنى هذا الموقف"، هكذا استهل "هايديكي كاندا" مقاله المنشور يوم الاثنين الماضي في "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية، مشيراً إلى أن بكين تهتم بقوتها البحرية لأسباب منها ضمان تحقيق التنمية الاقتصادية وتأمين مصادر الطاقة وتعزيز التجارة. الكاتب، وهو لواء بحري متقاعد في قوات الدفاع الذاتي اليابانية، ومدير معهد "أوكازاكي" بطوكيو، يرى أن غرض بكين من تعزيز قوتها البحرية ليس مجرد تأمين مصادر الطاقة، بل أيضاً تحقيق أهداف أمنية، فميناء "جوادر" الحربي الذي دشنته الصين في جنوب شرق باكستان موجود في موقع بحري استراتيجي، كونه يطل على مدخل الخليج العربي، ما يُمكن الصين من تحديد مواقع السفن ومراقبتها اليكترونياً، بما فيها السفن الحربية، التي تتحرك عبر مضيق هرمز وبحر العرب. وتبني الصين ميناء للشحن في منطقة "شيتاغونغ" ببنجلادش لخدمة أساطيلها التجارية والحربية، وتبني الصين مزيداً من القواعد البحرية وتجهيزات المراقبة الاليكترونية في جزر تابعة لميانمار في خليج البنغال، ما يعني أن العلاقات بين الصين وميانمار، تتحول من الناحية الفعلية إلى تحالف عسكري. وفي تايلاند تقوم الصين باستثمار 20 مليار دولار لتدشين قناة (كرا- إيثومس) للربط بين المحيط الهندي وخليج سيام، لإيجاد طريق بحري يمكن استيراد النفط من خلاله، بدلاً من المرور في مضيق "ملقا" الفاصل بين المحيط الهندي والهادي. وفي بحر الصين الجنوبي تطور بكين أنظمة تمكنها من نشر قواتها البحرية والجوية على نطاق واسع، وذلك من خلال تقوية قواعدها البحرية في جزيرة "هاينان" جنوب الصين. وإذا استمرت معدلات تطوير قوة الصين البحرية على النحو الموجود حالياً، فإن الصين ستصبح بحلول عام 2020 أكبر قوة بحرية في العالم.


استقرار غزة أولاً:


في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، علقت "تورنتو ستار" الكندية على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، منتقدة بعض الفلسطينيين الذين يعتبرون الانسحاب من القطاع أداة للضغط على إسرائيل داخل الضفة الغربية، وذلك من أجل تسريع إنشاء الدولة الفلسطينية، التي طالما ناضلوا من أجل تدشينها. وحسب الصحيفة، فإن هؤلاء يرتكبون خطأ جسيماً، ذلك لأن تحقيق الاستقرار في القطاع يجب ألا يكون في الأولوية، وهو ما أكده الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وبالنسبة لرئيس الوزراء الكندي "بول مارتين"، فعليه تعظيم الاستفادة من موقف "أبومازن" ومساعدة الفلسطينيين على تجديد بناهم التحتية، لأن الكنديين يرغبون في إنعاش القطاع، ولا يريدون أن تغرق الضفة في مزيد من العنف. وحسب الصحيفة، سيواجه أرييل شارون ضغوطاً من أجل تجميد مستوطنات غزة، وتغيير مسار الجدار الأمني، غير أن الإسرائيليين لن يقدموا على هذه الأمور، في حال عمت الفوضى القطاع، أو تحولت الضفة الغربية إلى ساحة قتال.


"خطوة كويزومي التالية":


تحت هذا العنوان كتب "فيليب بورينغ" يوم الاثنين الماضي مقالاً، في "إنترناشونال هيرالد تريبيون"، طرح فيه تساؤلاً مهماً مؤداه: بعد نجاحه في الانتخابات اليابانية العامة قبل أربعة أيام، هل بمقدور جونيشيرو كويزومي إحياء نفوذ طوكيو على الصعيد الدولي خصوصاً في وقت أصيب فيه الجميع بالهوس جراء صعود الصين؟ الكاتب يرى أن سياسة اليابان الخارجية لا تتسم بالنشاط، فهي إما تتبع الموقف الأميركي في القضايا الكبرى، أو تُبدي ترددها في قضايا أخرى، كما أن القيادة اليابانية اتسمت لسنوات طويلة بضعف تزامن مع أزمة مالية وركود اقتصادي، ما أدى إلى إضعاف مكانة اليابان الدولية. وفي آسيا دشنت الصين حول اليابان ما وصفه الكاتب بدوائر تضم تحالفات تجارية، إضافة إلى تحالفات أخرى، وذلك على رغم أن اليابان تظل لدى كثير من بلدان العالم شريكاً اقتصادياً أهم من الصين. وهل يستطيع كويزومي تغيير سياسة بلاده الخارجية ليس في الجوهر ولكن في الشكل؟ معظم بلدان العالم ترحب بدور أكثر فعالية لطوكيو على الصعيد الدولي، ما يبرز حق اليابان في عضوية دائمة بمجلس الأمن الدولي حال توسعته. وهل تستطيع اليابان تقديم نفسها للعالم بصورة غير التي يراها بها الآخرون، كبلد يسيطر عليه بيروقراطيون مسنون؟ الكاتب طالب رئيس الوزراء الياباني بتفهم الآثار السلبية التي تترتب على زيارته السنوية