التداعيات والنتائج السياسية التي تمخضت عنها أول انتخابات رئاسية في تاريخ مصر كانت الموضوع الرئيس لمقال الدكتور إبراهيم البحراوي، المنشور يوم أمس الخميس في "وجهات نظر". وبعد مطالعتي لهذا المقال، أود أن أطرح سؤالاً على الدكتور إبراهيم: ماذا كنت تتوقع من المعارضة المصرية؟ في الحقيقة أصبح موقف المعارضة المصرية من الانتخابات الرئاسية ملبساً ويكتنفه كثير من الغموض. اللافت أن المعارضة تتبنى أحياناً مواقف غريبة، تزايد فيها على الضغوط الخارجية. والغريب جداً أن هذه المعارضة لم تشارك بإيجابية في دفع عملية الإصلاح السياسي إلى الأمام، بل إنها تحركت بعد أن وجدت "حركات" سياسية جديدة تظهر على الساحة، ما جعل أهم أحزاب المعارضة في مصر تتخوف من أن يتم سحب البساط من تحت أقدامها، ويزداد تهميشها في الحياة السياسية.
في الحقيقة تعيش المعارضة الحزبية في مصر حالة من الصحوة المتأخرة، التي يتزعمها حزبا "الوفد" و"الغد"، لكن من المهم جداً على الرموز الحزبية ألا تستخف بتجربة الانتخابات الرئاسية، لأن هذا الاستخفاف يعني أن هذه الأحزاب لا تدرك أهمية الحراك السياسي الذي تشهده مصر هذه الأيام، خصوصاً في ظل وجود حركات دينية خارجة على الشرعية كحركة "الإخوان المسلمين" التي تناور ليل نهار من أجل دخول الحياة السياسية من أبوابها الشرعية وهي بوابة النشاط الحزبي.
وكان من الواجب على حزبي "الوفد" و"الغد" أن يعززا الثقة في الطريقة التي تمت بها الانتخابات الرئاسية، لا التلويح بما يريانه "تجاوزات" وقعت في هذه الانتخابات. وفي النهاية على قوى المعارضة ألا تغرق في دوامة النقد التي لا طائل من ورائها، ومن الخطر جداً التشكيك في الانتخابات الرئاسية، خاصة وأنها حظيت بإشادة المجتمع الدولي، إضافة إلى أنها خطوة مهمة وإيجابية على طريق الديمقراطية المصرية.
أحمد صفوت- القاهرة