تذكرني العمليات التي تقوم القوات الأميركية والعراقية بها في الوقت الراهن في مدينة تلعفر والتي أطلق عليها اسم "الزوبعة" بالعمليات التي كانت تلك القوات قد قامت بشنها ضد مدينة الفلوجة. وعلى ما يبدو أن خطة قوات الاحتلال الأميركي تقوم على تحديد وحصر المناطق التي تعتقد أنها تشكل ملاذا آمنا للمقاتلين ثم الانقضاض عليها من خلال عمليات كبيرة كاسحة تشارك فيها الأسلحة الثقيلة والطائرات العمودية. والملاحظ أن القوات الأميركية تقوم خلال تلك العمليات ليس فقط بالقضاء على الإرهابيين بل على السكان المحليين أنفسهم. فنحن نرى على شاشات التلفزيون أشخاصا يقفون وسط أطلال منزل مدمر ويقولون أمام الكاميرات إن ذلك المنزل تسكنه عائلة عراقية لا شأن لها بالمقاومة ولا بالمقاومين وإن القصف قد أدى إلى مصرع جميع أفراد العائلة ومعظمهم من النساء والأطفال. ونسمع أيضا من منظمات إغاثة إنسانية أن الوضع في المدينة مأساوي ويتطلب تدخلا عاجلا وأن المدينة تشهد حركة نزوح جماعية بالآلاف. نفس الذي حدث من قبل في الفلوجة وفي سامراء وفي غيرها من المدن العراقية. والشيء الغريب أن المقاتلين المناوئين ما زالوا موجودين ولم يتم القضاء عليهم نهائياً. ولا ندري متى تنتهي معاناة الشعب العراقي الذي كتبت عليه المعاناة الدائمة سواء أثناء حكم البعث أو أثناء حرب تحرير العراق التي شنها الأميركيون. ولا ندرى متى تنتهي هذه المعاناة.
عادل النجار- رأس الخيمة