خاض المصريون أول انتخابات رئاسية تعددية في تاريخهم لاختيار من يقود سفينتهم خلال السنوات الخمس المقبلة. النتائج أثلجت الصدور، والتجربة مرت بسلام، وربح المصريون منها مكاسب جمة، أهمها مناخ الحرية السياسية والإعلامية الذي شهدته القاهرة خلال الشهور القليلة الماضية. اليوم أصبح لمصر رئيس منتخب، اختاره المصريون في انتخابات تعددية حرة، سبقتها حملات انتخابية نزل خلالها المرشحون إلى الشارع المصري واقتربوا من مشكلاته ومعاناته.
في الحقيقة نجحت مصر في امتحان الديمقراطية؛ فالانتخابات الرئاسية، وبشهادة الجميع، عرباً وأميركيين وأوروبيين، خطوة أولى نحو الديمقراطية في مصر.
نتائج هذه الانتخابات ستطال كافة مناحي الحياة في مصر، ذلك لأنه إذا كان منصب رئيس الجمهورية، وهو أعلى منصب تنفيذي في البلاد، تحدده صناديق الاقتراع والتنافس الحر المباشر الخاضع لرقابة القضاء ومؤسسات المجتمع المدني، فما بالك بالانتخابات البرلمانية، وانتخابات المجالس المحلية، وانتخابات النقابات المهنية؟
عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، ومناخ الحرية السياسية والإصلاح السياسي قادم لا محالة، والقيادة السياسية المصرية تدرك ذلك جيداً، وهو ما شهدناه في تعديل الدستور المصري، وإجراء الانتخابات الرئيسية، وهما خطوتان سيذكرهما التاريخ على أنهما نقلة تاريخية في حياة المصريين، وربما تتخطى آثار تجربة الإصلاح المصرية حدود أرض الكنانة لتصل إلى بلدان عربية أخرى.
الشارع المصري الآن يطمح إلى المزيد من الإصلاحات، والقوى السياسية المصرية أحزاباً وحركات في انتظار خطوات جديدة على طريق الديمقراطية.
ولاء فاروق- القاهرة