كم تمنيت أن يكون كاتب مقال "الرئيس اللبناني وجدالات الشرعية والمشروعية"، على هذه الصفحات يوم الأحد الماضي، شخصا آخر غير الدكتور رضوان السيد الذي طالما أعجبت بمقالاته وما ميزها من ثراء وتوازن وموضوعية في غالب الأحيان، لكنه بحكم الموقع والعلاقات لا يمكنه الاحتفاظ بهذه الموضوعية وذلك التوازن إذا ما تعلق الأمر بالتطورات الجارية في لبنان على خلفية اغتيال الحريري. فهو يتحدث عن الضغوط التي يواجهها رئيس الجمهورية إميل لحود حاليا، وعن اعتقال القادة الأمنيين السابقين، وعما سماه "الوصاية السورية" سابقا على لبنان، بروح قد يرى فيها البعض شيئا من الشماتة ونكاية واضحة بتلك الجهات! فبماذا يمكن أن يعلق المرء إذن على قوله مثلا بأن لحود "ظل طوال هذه المدة الأداة المفضلة للرئيس بشار الأسد في تعقب الحريري، وتعطيل أعمال حكومته ومحاصرته وإحراجه بشتى الوسائل"؟!
وبينما لم يوضح لنا الدكتور رضوان كيف كان نواب البرلمان اللبناني مجبرين على التصويت لاختيار لحود رئيسا، فمن المعلوم أن الحريري كان لفترة ما هو أيضا حليفا لـ"الوصاية السورية"، لذلك لم يكن بديهياً أن لدمشق مصلحة في إفشال "جهود التطوير الاقتصادي" لحليفها، ولو أنها جهود تظل موضع خلاف وتساؤل كبير في لبنان!
أما الاتهامات الموجهة من قبل "المعارضة اللبنانية" السابقة ضد لحود وسوريا في عملية اغتيال الحريري، والتي تبناها المقال ضمناً، فتلك أيضا من جملة ما حاول رضوان السيد في مقاله إقناعنا بوجوده دون ما أدلة أو أية براهين!
عدنان عمر- بيروت