قرأت المقال الذي كتبه الأستاذ خالد الحروب في وجهات نظر يوم أمس الإثنين وعنوانه:"الإنسان الذئب في نيوأورليانز"، وفي البداية ظننت أن هنالك شخصاً مسخه الله فانقلب إلى ذئب، وراح يعوي في الشارع ويهاجم المارة في شوارع تلك المدينة الأميركية المنكوبة. ولكن بعد قراءتي للمقال عرفت أن المقصود هو التبدلات الشديدة الحاصلة في المنظومة القيمية للإنسان الغربي عامة، والأميركي بوجه خاص، بحيث أصبح يصدق عليه قول الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز:"إن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان"، ولذلك رأينا الناس يعانون من عصابات السلب والنهب والاغتصاب، في شوارع المدينة الغارقة، لينضاف همٌّ آخر إلى همهم الذي فرضه عليهم الإعصار المدمر. وأحب أن اقول للكاتب الكريم إن الإنسان الغربي أفسد طبيعته الإنسانية السليمة اللهاث وراء المادة والسعي لتحقيق مصالحه الأنانية الضيقة على حساب الآخرين، ولا يهمه بعد أن ينال هو ما يريد أن يمضي الآخرون إلى الجحيم. وعلى العموم فقد شكل إعصار كاترينا ضربة موجعة لأميركا في خاصرتها الرخوة. خاصرة السود والملونين، ومناطق الظل والفقر، والتسيب الأمني في الشوارع، وعصابات الجريمة المنظمة المسلحة، وطوابير متعاطي المخدرات، إلى آخر ما هنالك من أوجه ضعف يجتهد الإعلام الأميركي المسيطر عالمياً في عدم إبرازها، ولكنها تطفو على السطح كلما انهار النظام، أو انقطعت الكهرباء، أو طاف على البلد طائف من أعاصير وزلازل وكوارث.
أحمد إسماعيل- دبي