تحت عنوان" ما هو وجه العدو؟"، نشرت "وجهات نظر" يوم الأحد الماضي مقالاً لسفير أميركا الأسبق في الأمم المتحدة "ريتشارد هولبروك"، تناول خلاله نقطة مهمة، وهي مدى صحة العبارة التي صكتها إدارة بوش عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهي عبارة "الحرب العالمية على الإرهاب". وهو يرى أن كسب "معركة الأفكار هو الشرط الضروري للانتصار في هذه الحرب"، وأن هذا هو ما تنبهت إليه الإدارة الأميركية بعد مرور بعض الوقت على شن تلك الحرب العالمية على الإرهاب التي ركزت فيها في المقام الأول على استخدام وسائل القوة والاعتماد على الأجهزة الاستخباراتية. بيد أنني لا أرى ما يراه الكاتب من أن الهدف من كل تلك العمليات التي يقوم بها الإرهابيون هو "القضاء في النهاية على الجناح المعتدل في الإسلام، وتبني خيار العنف والتطرف بهدف إقامة دولة دينية تستنسخ عصرا أسطوريا ذهبيا في نهاية المطاف".
فكأن الكاتب قد جعل هذا الهدف هو المحرك الرئيسي لتلك العمليات. وهو بذلك يتغاضى عن كافة العوامل الأخرى التي تدعو بعض التيارات الراديكالية الإسلامية لللجوء إلى العنف كوسيلة للتعامل مع الآخرين، ومن ضمنهم بل وعلى رأسهم أميركا. فلو كان الأمر كما يقول، فما هو السبب الذي أدى إلى ارتفاع وتيرة العنف ضد الولايات المتحدة بعد استخدامها للمجاهدين في الحرب ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، ثم قيامها بغزو العراق عام 2003، وخلال ذلك كله سياساتها المؤيدة لإسرائيل التي تمارس القمع وإرهاب الدولة ضد الفلسطينيين والعرب بشكل دائم؟ لماذا تناسى الكاتب كل ذلك وركز فقط على أن هدف العنف الذي تمارسه بعض التيارات الإسلامية هو إعادة العصر الذهبي للدولة الإسلامية.
مازن عبود- كوبنهاجن