في مقاله المنشور يوم الخميس الماضي في صفحات "وجهات نظر" عرض الكاتب الأميركي الشهير "توماس فريدمان"، أوجه فشل إدارة الرئيس بوش في مواجهة كارثة إعصار "كاترينا". أهم ما لفت انتباهي في هذا المقال أن الكاتب لخص موقفه من إدارة بوش في أن كارثة "كاترينا" التي اقتلعت البيوت في "نيوأورليانز"، اقتلعت معها وهماً يتمثل في أن الأميركيين قادرون على خفض الضرائب وفي الوقت نفسه قادرون على تحقيق نجاح في العراق ومنافسة الصين والهند.
ما يعني أن إدارة الرئيس بوش تبنت أجندة غير متماسكة، فتخفيض الضرائب سيضر حتماً بقدرة الولايات المتحدة على مواجهة الأزمات، وسيضر حتماً بالميزانية الفيدرالية المخصصة لمواجهة الكوارث. الغريب أن هذه الإدارة تبحث دائما عن تحقيق المعادلات الصعبة واللامنطقية، في شن حروب استباقية ضمن مواجهتها الضارية مع الإرهاب، وفي الوقت ذاته تحاول "كسب عقول وقلوب" شعوب العالم. والتناقض ذاته نجده في العراق، فالديمقراطية التي تحاول واشنطن ترويجها هناك، ستجعل التيارات الراديكالية الدينية في صدارة المشهد السياسي العراقي. وفي العراق أيضاً تصر الولايات المتحدة على عدم زيادة قواتها، في وقت تتعرض فيه لهجمات متواصلة.
الغريب أيضاً أن المجهود الذي بذله الساسة الأميركيون لحشد الموارد المالية والتقنية لمكافحة الإرهاب ومواجهة الأزمات لم تحقق للأميركيين الحماية اللازمة من تداعيات إعصار "كاترينا"، ما يعني أن إدارة بوش لم تحقق نجاحاً يمكن الإشادة به في تعزيز الأمن الداخلي للأميركيين.
حسام إبراهيم- العين