في مقاله المنشور يوم أمس الجمعة في "وجهات نظر" سلط جيرمي ريفكن الضوء على تقصير الولايات المتحدة وعدم اهتمامها بقضايا البيئة. وبعد مطالعتي لهذا المقال، أرى أن الكاتب وضع يديه على أحد أهم عيوب الإدارة الأميركية الحالية، وهو عدم اهتمامها بظاهرة الاحتباس الحراري، وانتهاجها سياسات أحادية في مجال البيئة. واشنطن لم توقع على برتووكول "كيوتو"، وهي بذلك تدير ظهرها لإحدى أهم مشكلات البيئة العالمية، وهي ظاهرة الاحتباس الحراري، وما يتبعها من تغير في المناخ، وهو ما رأيناه في الأعاصير المدمرة التي تتعرض لها الولايات المتحدة، والتي يبدو أن "كاترينا" ليس آخرها.
الأحادية الأميركية لا تقتصر على القضايا السياسية فقط، بل إن تشبث إدارة الرئيس بوش بموقفها في القضايا ذات الصلة بحماية البيئة، يعكس نظرة مختزلة ومنقوصة لقضايا العالم، ذلك لأن التلوث المناخي سيطال جميع دول العالم بلا استثناء، ما يعني أن على إدارة الرئيس بوش أن تراجع مواقفها، وبسرعة، من بروتوكول "كيوتو" لأن الأميركيين يدفعون الآن ثمنا غالياً من أموالهم كي يواجهوا خطر الأعاصير المدمرة والظواهر المناخية غير المسبوقة كارتفاع درجات الحرارة، والفيضانات المدمرة.
ريفكن لفت الانتباه إلى ضرورة السعي لتطوير بدائل للنفط، لكن من الواضح أن إدارة الرئيس بوش المعروفة بعلاقاتها القوية مع شركات النفط العالمية لن تقدم على تطوير أي بدائل للنفط في المستقبل المنظور، وهو ما يفاقم من ظاهرة الاحتباس الحراري التي كان أحد أهم نتائجها إعصار "كاترينا" المدمر".
سامح مرزوق- خورفكان