تل أبيب بين شروط "حزب الله" و"اللعبة" الباكستانية


تصريحات حسن نصر الله عن استعداه نزع سلاح "حزب الله"، وقرار باكستان إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، وتداعيات اتفاق معبر "فيلاديلفي" مع مصر، وأوجه التشابه بين كارثة "كاترينا" وإجلاء المستوطنين من "غوش قطيف"... موضوعات نعرض لها ضمن جولة موجزة في الصحافة الإسرائيلية.


 "حركة في سوريا ولبنان"


هكذا عنونت "هآرتس" افتتاحيتها يوم الإثنين الماضي معلقة على التصريحات المفاجئة التي أدلى بها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، عندما أعلن أن الحزب مستعد لنزع سلاحه إذا ما توفرت له ضمانات تحمي أمن لبنان من قبل جهة دولية عدا الولايات المتحدة. وترى الصحيفة أنه على الرغم من أن هذا الاستعداد جاء مشروطا بالانسحاب من مزارع شبعا، فإنه مع ذلك يبقى تطوراً مهماً، فهي المرة الأولى التي يُدلي فيها حسن نصرالله بمثل تلك التصريحات. والواضح أن ما يبدو انفتاحاً من جانب "حزب الله" ليس موجهاً إلى إسرائيل نفسها، بقدر ما هو موجه إلى الساحة الإقليمية التي تموج بالعديد من التطورات، سواء على الساحة اللبنانية أو الساحة السورية القريبة منها. وتواصل الافتتاحية تحليلها لمضامين التصريح مشيرة إلى التداعيات الدبلوماسية والسياسية القوية التي خلفها مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، حيث جاء التحقيق في قضية اغتياله ليفاقم الضغوط على "حزب الله"، الذي بدأ يشعر بأن النظام السوري الذي كان يرعاه، بات في خطر، بعدما طوقته الاتهامات التي وجهت إلى أركان نظامه والشكوك التي تحوم حوله. وليس غريباً أمام هذا الوضع أن يطالب "حزب الله" بعدم تسييس التحقيق، لأنه يدرك جيداً أنه في حالة إثبات مسؤولية سوريا سيتعرض موقفه للضعف.


"لعبة باكستان"


تحت هذا العنوان نشرت "جيروزاليم بوست" افتتاحية علقت خلالها على القرار الباكستاني بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، واصفة هذه العلاقات بأنها ناقصة، كونها لم تتطور إلى اعتراف فعلي من باكستان بإسرائيل. فمباشرة بعد إعلان القرار سارع برويز مشرف إلى التأكيد على أن بلاده لن تعترف بإسرائيل ما لم تحل القضية الفلسطينية. لكن الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام للوزيرين خورشيد كاسوري وسيلفان شالوم وهما يتبادلان الابتسامات أثناء التوقيع على اتفاق إقامة العلاقات الدبلوماسية يشي بأن باكستان اختارت عن اقتناع التعامل مع إسرائيل، وهو أمر لا يثير أي إحساس بالخجل. فقد جاءت هذه العلاقات ليس على أساس عاطفي، ذلك أن العلاقات الدولية لا تحكمها العاطفة، بل حملت في طياتها مصالح للطرفين معا. غير أن الأهداف الحقيقية لهذا التقارب تبقى أكثر التصاقاً بالولايات المتحدة والهند منها بفلسطين. ذلك أن انفتاح باكستان على إسرائيل يفهم بشكل أوضح على أنه محاباة للولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه محاولة لإقناع إسرائيل بالحد من علاقاتها العسكرية مع الهند. لكن الصحيفة لا تنفي الفوائد المحتملة التي يمكن أن تجنيها القضية الفلسطينية من التقارب الباكستاني- الإسرائيلي. فكثيراً ما أضاع العرب الفرص عندما رفضوا إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لأنهم كانوا في ذلك يحرمون أنفسهم من وسائل مهمة للتأثير على السياسة الإسرائيلية.


"الكرة في الملعب المصري"


نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالا للكاتب "زئيفي مازيل" يوم الإثنين الماضي تناول فيه موضوع مصادقة الكنيست الإسرائيلي على الاتفاق الحدودي مع مصر الذي يقضي بنشر 750 من قوات حرس الحدود المصرية على الجانب المصري من معبر فيلاديلفي. ويشير الكاتب إلى أن هذا التطور أثار العديد من التساؤلات حول ما إذا كان هذا الاتفاق بين مصر وإسرائيل لا يخرق اتفاقية السلام الموقعة بين الطرفين من خلال إضعاف البند المتعلق بإبقاء شبه جزيرة سيناء منطقة منزوعة السلاح. بالإضافة إلى أسئلة أخرى من قبيل: هل يمكن لمصر أن تستغل الاتفاق حول معبر "فيلاديلفي" لكي تنشر المزيد من قواتها في سيناء؟ وهل ستقوم بدورها في منع تسلل الأشخاص وتهريب الأسلحة إلى غزة؟ يقول الكاتب إنه ربما قد لا نستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة الآن، لكن ما يجب أن نعرفه هو أن الاتفاق جاء على خلفية القرار الإسرائيلي بالانسحاب من غزة، وهو القرار الذي فاجأ الجانب المصري. كما أن مصر لن يكون بوسعها نقل جزء من قواتها إلى سيناء بسبب تواجد القوات متعددة الجنسيات التي تقوم بمهام المراقبة. بيد أن السؤال الأساسي هو مدى التزام مصر ببنود الاتفاق، خصوصا تلك المتعلقة بتهريب الأسلحة إلى داخل غزة. ويأمل الكاتب أن يشكل اتفاق المعبر الحدودي الذي وقعته مصر بمحض إرادتها حافزا لها كي تمنع تسلل الإرهابيين، لا سيما وأن الإرهاب ضرب مصر مؤخراً وجعل