انهى المرشحون في انتخابات الرئاسة المصرية حملاتهم الانتخابية، في مشهد لم يشهده المصريون من قبل. لكن ما هي النتائج التي يمكن الخروج بها من هذه الانتخابات؟ في الحقيقة حمل مرشحو الرئاسة معهم أفكاراً جديدة، قد تفيد صناع القرار في مصر خلال المرحلة المقبلة. أحد المرشحين تطرق إلى مسألة في غاية الأهمية، وهي الاستغلال الأمثل للشواطئ المصرية الممتدة على البحر الأحمر والبحر المتوسط، مطالباً بتعديل حدود محافظات الصعيد، لتكون لكل محافظة مساحات بحرية على ساحل البحر الأحمر، ما يعني توفير فرص عمل في مجالات صيد الأسماك والتعدين والسياحة. وذهب مرشح آخر إلى اقتراح أفكار جديدة لمعالجة البطالة من خلال الاهتمام بالتعليم الفني وتشجيعه، وغيرها من الأفكار الذي يجب الاهتمام بها ودراستها جيداً وتنفيذ الممكن منها.
من ناحية أخرى بدا واضحاً أن هذه الانتخابات أدت إلى حراك سياسي سيؤثر حتماً على مسيرة الاصلاح في أرض الكنانة. الانتخابات الرئاسية وما صاحبها من حملات للمرشحين العشرة، حركت كثيراً من الأفكار الجديدة، ولاحت على إثرها في الأفق بوادر انفراجة سياسية حقيقية، من خلال استيعاب كافة الآراء والاتجاهات، وتشجيع الشارع على المشاركة في العملية السياسية، وتفعيل حق الاختيار بين تيارات ورؤى معينة.
الانتخابات الرئاسية فعلت دور القضاء والبرلمان، ونشطت الصحافة المصرية بأنواعها الثلاثة القومي والحزبي والمستقل، وأصبح كثير من "الخطوط الحمراء" أو "التابوهات" في خبر كان. النقد الآن يطال الجميع طالما أن هذا النقد يتسم بالموضوعية، ويستند إلى حقائق لا أوهاماً. الحياة السياسية في مصر انتعشت، ونتمنى أن يدوم هذا الانتعاش، ومسؤولية الحفاظ على هذا الحراك السياسي الإيجابي مسؤولية جميع المصريين بلا استثناء.
هشام إبراهيم- الإسكندرية