تحت عنوان "أولويات المرشحين للرئاسة في مصر" نشرت "وجهات نظر" يوم أمس الخميس مقالاً للدكتور إبراهيم البحراوي توصل خلاله إلى استنتاج مهم وهو أن "معركة الانتخابات الرئاسية قد أبرزت كل مشكلات الحياة المصرية إلى السطح لأول مرة، ليس فقط في الصحف المعارضة بل وأيضاً في التلفزيون الرسمي والصحف المملوكة للدولة بما يضع الناخب أمام القرار بتحديد المرشح الذي يعبر عن الأولويات التي تهمه أكثر من غيرها حسب شريحته الاجتماعية". هذا الاستناج الذي توصل إليه الكاتب يضع المصريين أمام حقيقة واضحة، وهي أنه لم يعد هناك وقت للسلبية، فالمشاركة السياسية الفعالة، هي الضمانة الأكيدة لأية عملية سياسية ناجحة. ومن غير المنطقي أن تتسم شريحة ليست صغيرة من المثقفين المصريين بالسلبية، والبعد عن المشاركة في الشأن السياسي المصري.
السياسة لم تعد اليوم حكراً على المسؤولين أو صناع القرار أو قادة الأحزاب السياسية، بل إن المواطن المصري العادي يجب أن يكون الآن مهتماً بالحياة السياسية في بلده، أكثر من أي وقت مضى. على سبيل المثال إذا لم يشترك كثير من المصريين في التصويت في الانتخابات الرئاسية أو الانتخابات البرلمانية، فلن يكون لهم حق في المطالبة بمزيد من الإصلاحات السياسية وتطوير الخدمات أو تدشين الطرق أو إصلاح التعليم، لأن النتيجة المنطقية المترتبة على هذه السلبية، هي اغتراب المواطن في بلده وعدم تفاعله مع التطورات الإيجابية التي تمر بها مصر حالياً.
ما يلفت الانتباه في مقال الدكتور البحراوي هو قوله إن الأحزاب الصغيرة قدم معظمها اتجاهاً "يسارياً" يرفض الخصخصة وبيع القطاع العام. وهو في تقديري تطور مهم لأن هذه الأحزاب ومرشحيها في الانتخابات الرئاسية سيلفتون أنظار الحكومة المصرية إلى ضرورة الاهتمام بشكل مكثف بمطالب قطاعات عريضة من الشارع المصري التي لا تزال تحتاج المزيد من الرعاية على صعيد الخدمات والمرافق وعلى صعيد مكافحة البطالة واحتواء تداعيات الخصخصة. كل هذا إنما يؤكد النتائج الإيجابية للانتخابات الرئاسية التي خلصت الشارع المصري من حالة الركود الطوعية التي اختارها كثير من المصريين.
حسام عبدالمجيد- الشارقة