الواقع العربي الراهن مكتظ بالتحديات الجسام التي تجعل المواطن العربي عرضة لموجة من التشاؤم تجبره في النهاية على حالة من الاغتراب السياسي وربما الثقافي في آن معاً. لكن لماذا لا نتوقف لبرهة من الزمن ونفتح قلوبنا وعقولنا أمام موجة معاكسة من التفاؤل والطموح. فلنتوقع عراقاً ديمقراطياً ينعم بالاستقرار، ولنحلم بعراق جديد يضم كافة العراقيين سنتهم وشيعتهم وأكرادهم في وطن واحد متماسك. ولنتفاءل بدولة فلسطينية مستقلة، خاصة بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، الذي جاء عبر خطوة شارونية أحادية الجانب، ولنتفاءل أيضاً باستقرار في السودان وحل أزمة دارفور وتطبيق اتفاقية نيفاشا من ألفها إلى يائها. لنتفاءل بالانتخابات الرئاسية التي سيتم إجراؤها للمرة الأولى في مصر لتكون هذه الأخيرة قاطرة للديمقراطية في العالم العربي. ولنتفاءل بخروج القوات السورية من لبنان بعد أن ضمنت الأمن لبلاد الأرز طوال العقود الماضية، وذلك نزولاً عند رغبة اللبنانيين.
ولنتفاءل بخطة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لتحقيق المصالحة الوطنية في الجزائر. في الحقيقة واقعنا العربي ليس مخيفاً كما يروج له البعض، بل ثمة نقاط إيجابية يجب التركيز عليها. وأقول للذين يشككون في كل ما هو إيجابي خاصة من "القومجيين" وبقايا البعثيين والذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على الشعوب العربية: كفى تشاؤماً، وكفى جلداً للذات العربية، وكفى تقديساً للماضي، وكفى تثبيطاً للهمم العربية.
تامر محسن- دبي