تقديم مسودة الدستور العراقي الجديد إلى الجمعية الوطنية المنتخبة، في حد ذاته، إنجاز تاريخي يسجل لجميع أطياف الشعب العراقي برغم الاختلاف على بعض فقراته التي سيحسمها الشعب العراقي من خلال الاستفتاء المزمع إجراؤه في منتصف أكتوبر المقبل، عدا ذلك لا يمكن لأحد أن يزايد على وطنية من ساهم في كتابة هذا الدستور.
ولعل ما اختلف عليه أقل بكثير مما تم الاتفاق عليه، والأصل أن الفقرات المختلف عليها يتعلق تطبيقها بالاختلاف حول التوقيت المناسب ليس إلا، أما الذين وجدوا في ذلك فرصة لبث الفرقة في الجسد العراقي وراحوا يعزفون على وتر الطائفية، فقد فاتهم أن من بين السُنة من وافق على هذا الدستور، وبالمقابل كان هناك من بين الشيعة من رفض الدستور. ومن ثم يبقى القول الفصل لمن يعنيهم الأمر، وهم العراقيون، ليقطعوا الطريق أمام مَن يحن إلى العهد المقبور، والامتيازات التي يتمتعون بها دون سواهم، وهم يترجمونها اليوم إلى أعمال إجرامية بحق أبناء شعبنا.
لذا ليس مستغرباً أن نرى تلك الأيادي المغرضة التي رفعت صور صدام وتطالب بالعودة إلى الماضي. تلك الأيادي هي الأيادِي نفسها التي استخدمها صدام في قتل الأبرياء وحفر المقابر الجماعية، وآن لهؤلاء ومن يقف وراءهم أن يعلموا أن العراقيين مصممون على إرساء دعائم حياة جديدة تسودها الحرية ومبدأ الأخوة والوئام.
ساجد الشطري - أبوظبي