مقال "لويس سايمون" المنشور يوم أمس الثلاثاء في "وجهات نظر" يعطي صورة واضحة للورطة الأميركية الراهنة في بلاد الرافدين. فتحت عنوان "ما هو معنى النصر في العراق؟" طرح الكاتب تساؤلاً مؤداه: هل يعني النصر في العراق أن ننجح في تحقيق مجتمع ديمقراطي تكون له حرية انتخاب حكومة إسلامية أصولية مناوئة لأميركا وموالية لإيران؟ في الحقيقة تحصد واشنطن الآن نتائج ما طبقته من سياسات في العراق، فاختفاء الدولة العراقية بمؤسساتها وكوادرها بعيد سقوط صدام، جعل واشنطن مشتتة في مشكلات الفوضى والانفلات الأمني وتنامي النعرات الطائفية.
اليوم بدا واضحاً أن الولايات المتحدة لم تستطع وضع استراتيجية قابلة للتطبيق في العراق، وهي استراتيجية يفترض أنها تمهد لانسحاب القوات الأميركية من هذا البلد.
الأميركيون أصبحوا أكثر استياء من الحرب وعواقبها، وليس أدل على ذلك من حملة "سيندي شيهان" التي وضعت الرئيس بوش في موقف لا يُحسد عليه. الجميع اليوم متفقون على أن إدارة بوش لم تخطط جيداً لعراق ما بعد صدام، ما يجعل الشعب العراقي حقل تجارب لسياسات صقور البنتاجون، وهو ما سيسفر في النهاية عن نجاحات مؤقتة سرعان ما تتلاشى جراء العمليات الإرهابية وجراء الشحن الطائفي المتنامي في بلاد الرافدين. وإلى أن تتوصل أميركا لحلول قابلة للتطبيق في العراق، سيبقى الوضع كما هو عليه، أي عمليات إرهابية متواصلة، وجدلاً سياسياً بين العراقيين لا أول له ولا آخر.
هاشم ربيع- بغداد