تحت عنوان "الصين...نمر من ورق" نشرت "وجهات نظر" يوم السبت الماضي مقالاً للمحلل السياسي ويليام فاف، تطرق خلاله إلى التقييم الحقيقي لقدرات الصين. في واقع الأمر أتفق مع الكاتب بأن الصين نمر من ورق، فثمة وجه آخر للعملاق الآسيوي يكمن في الفجوة الهائلة بين التنمية في الريف والمدن، ووجود معدلات فقر كبيرة، ناهيك عن تراجع الحريات الأساسية، كحرية التعبير، وحرية تشكيل الأحزاب السياسية، لا سيما وأن الصين تنتهج نظام الحزب الواحد.
تجربة الصين مليئة بالثغرات، والوقت لا يزال طويلاً كي نطلق على هذا البلد صفقة "القوة العظمى"، وليس أدل على ذلك من الفجوة التقنية بين الصين والدول الصناعية الكبرى، خاصة ما يتعلق بأنظمة التسليح والتقنيات الحربية، فبكين لا تزال تعتمد على روسيا في الحصول على الأسلحة المتطورة.
كثير من المحللين يبالغون في الحديث عن قوة الصين، لكن من الضروري توخي الحذر عند الترويج للصين كقوة كبرى، لأنه بمعايير القوة الاقتصادية والعسكرية لا تزال أمام بكين عقود طويلة كي تنضم إلى نادي القوى الكبرى.
سمير زيدان-الشارقة