قرأت المقال الذي كتبه الأستاذ خالد الحروب في وجهات نظر وعنوانه "المثقف المهرج وعصره!"، وإن كنت فهمت المقصود، فإن الأمر يتعلق ببعض المثقفين العرب ممن يختلفون في أطروحاتهم السياسية وفي وسائل تعبيرهم مع الكاتب، لذلك راح يقدمهم على أنهم مهرجون وسخفاء وتافهون و"كلمنجية" لا مبدأ لهم ولا أساس لطرحهم ولذا ينبغي استبعادهم وضغطهم إلى منطقة الظل، حتى لا يخربوا قيم الثقافة والمثقفين الحقيقيين، الذين لم يتحدث الكاتب عنهم وإن كنا نفهم أنه يتحدث باسمهم طبعاً. وما أريد قوله هو أن علينا انتهاج أسلوب نقدي لا يقوم على تسخيف الاختلاف وشيطنته ورفضه من الأساس. كان الكاتب الكريم يستطيع مقاربة أوجه من عدم الجدية، أو حتى من عدم التوفيق في خطاب بعض المثقفين العرب، دون أن يصل به الحد إلى تصنيفهم في خانة التهريج. إننا بحاجة إلى خطاب أكثر تقبلا للاختلاف من هذا، وأكثر إيماناً بحق الناس في انتهاج الأسلوب الأنسب لملكاتهم وإمكاناتهم التعبيرية في توصيل رسائلهم الثقافية والسياسية على حد سواء.
عبدالقادر الصنهاجي- الدار البيضاء