قرأت مقال الدكتور رضوان السيد المنشور في "وجهات نظر" يوم 28-8-2005، بعنوان "لبنان ... مشاهد الحركة ومخاوف المجهول"، وفي ردي على هذا المقال أتساءل: لماذا يعاقبُ تقرير ميلّيس اللبنانيين؟، أم أننا نريد تطبيق المثل اللبناني "فوق حقو دقو" أي أن صاحب الحق يجب أن يخرس وإنْ لم يخرس فسيدفع الثمن مرتين؟ أو بدل أن يكون "صاحب الحق سلطان فهو خسران"! نعم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على حق عندما يقول: "إن تقرير ميلّيس لن يعاقب اللبنانيين، بل سيُعاقب المجرمين ومهما كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين أو سوريين أو لبنانيين وحتى أميركيين".
لا ملاذ للمجرم سوى العقاب الصارم، ومعرفة الحقيقة في هذه الجريمة البربرية النكراء أصبحت مطلباً أممياً، قبل أن يكون صرخة الملايين من اللبنانيين والعرب المطالبين بمعرفة الحقيقة. وكل من يغطي الجريمة ويعمل على تشويه الوقائع واللعب بأمن لبنان سيدفع الثمن غالياً! وكشف الحقيقة سيعيد كل منفوخٍ إلى حجمه الحقيقي ومهما حمل من طبنجات وفرقع من بالونات. والنظام السوفييتي لم تنفعه كل ترسانته عندما فرقع رأسه الخاوي. إن ميليس الحيادي لن يترك المظلوم مشنوقاً ومعلقاً على معبر الحدود اللبنانية السورية.
القضاء الألماني مشهود له بالكفاءة والنزاهة لكشف الحقيقة وميليس واحد منهم، وتقرير ميليس لن يعتمد فقط على شخصه، بل على مجموعة كبيرة أممية من الحقوقيين وأصحاب الاختصاص وفي كل المجالات.
معرفة الحقيقة ستنقذ لبنان من المشنقة، وسيُشنق المفترون فاقدو الأخلاق والضمير.
سعيد علم الدين- برلين