لم يستطع الفلسطينيون الاستمتاع بفرحة الحصول على قطاع غزة خالياً من أي مستوطنات، فسرعان ما صدموا بتصريحات شارون وتخطيطه لزراعة مستوطنات أخرى وصبغ الضفة الغربية بصبغته اليهودية، ناهيك عن إثارة المشاكل مع السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال إصرار تل أبيب على إبقاء سيطرتها على الحدود والمعابر التي تربط قطاع غزة بالخارج، متحججة بأنه يجب أن يتوافر الأمن والاستقرار في غزة، ويجب أن تكون أعين اليهود مفتوحة على المسلحين العرب وعلى الأسلحة المهربة إلى غزة!
إسرائيل لم تقدم في حياتها قط "هدية" مجانية للشعب الفلسطيني، فهذه الهدية لابد أن تتواجد معها "هدايا منغصة" تزيد من توتر الطرف الفلسطيني، وتسلبه راحته واستقراره، وتفتح أبواباً جديدة للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ولعل السلطة الفلسطينية على علم بمثل هذه الأمور، وأعلم بنوايا إسرائيل، حيث لها تجارب عديدة مع ساسة تل أبيب، وبالأخص شارون، الذي يطمع دائماً في تحقيق المزيد من المكاسب والأرباح، عن طريق انتهاكاته اللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني.
دوامة العنف هذه لن تتوقف ما دامت تل أبيب تجدد دورها في سلب المزيد من الأرواح، وانتهاك المزيد من الحرمات، فالإسرائيليون لا يعرفون إلا لغة القوة والسادية، ولا يعرفون كيف يمدون يد السلام للمسلمين في كل مكان، وهذا ليس بالجديد عليهم، إذ أنه القديم المتجدد في تاريخ احتلالهم للأراضي العربية، لذا فإن "مماطلاتهم" هذه يجب ألا تمر دون حساب من قبل الضمير العربي الذي يجب أن يتحرك سريعاً؛ فيجب على العرب أن يستغلوا قوتهم ويمسحوا دموع المسلمين في فلسطين، ويعيدوا الفرحة والبسمة لأهلها من جديد.
ريا المحمودي- رأس الخيمة