لم يكن أكثر المتشائمين في العالم العربي قاطبة وفي المملكة الأردنية الهاشمية على وجه الخصوص، يتوقع أن تبادر المجموعة الغبية التي تطلق على نفسها "جبهة العمل الإسلامي"، إلى الدفاع عن الجريمة الإرهابية التي ارتكبها إرهابيو "القاعدة" والمارقون التابعون لمجموعة الشيطان "أبو مصعب الزرقاوي" في العقبة، والتي أسفرت عن استشهاد جندي أردني بريء..
بيان العار والشؤم الذي صدر عن تلك الجبهة على لسان ما يسمى بـ"نائب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي"، المدعو جميل أبوبكر، يدل على أن هذه الفئات التي خرجت من رحم جماعة إخوان الشياطين، ما زالت تقتات على فتات الماضي من أفكار جهنمية ومن تطرف بغيض وتزمت أكثر قبحاً وبغضاً وكرهاً.. وأنها رضيت بأن تبيع تراب الوطن الأردني، بعد أن سلمت نفسها رخيصة، بل بثمن بخس جداً، لشياطين "القاعدة"، من أمثال الشيطان الدجال بن لادن وأبولهب الظواهري والسفيه الأكبر الزرقاوي، لتضرب سلامة وأمن الأردن..
لم يكن لدى تلك الجماعة الخارجة من تحت عباءة جماعة "إخوان الشياطين" الجاهلة، أي مانع في إيجاد تبرير ينم عن خسة ونذالة، للعمل المشين الذي قام به نفر من المرتزقة الغادرين في العقبة وإيلات.. ولأن هؤلاء القوم تعودوا على الخسة وبيع الأوطان والمبادئ والشرف، فقد كان إدخال السلاح إلى الوطن الأردني الآمن بالنسبة لهم عملاً مبرراً.. وكان نصب الصواريخ وإطلاقها على المناطق الآمنة "عملاً بطولياً".. ويا للعار على هذه "البطولة".. وكان استهداف جندي أردني يقوم بحراسة حدود الوطن وسفك دمه، عملاً من أعمال "المقاومة".. وما أذله وأقبحه من تفسير لهذه الكلمة التي أفقدها هؤلاء الشياطين وإخوانهم كل معانيها..
مخجل وقبيح جداً هذا الذي يرتكبه هؤلاء الغارقون في وحل الجهالة والسفاهة والبلاهة، زاعمين أنهم جبهات إسلامية، والدين الإسلامي منهم براء.. فالبيان التافه الذي أصدرته "جبهة العمل غير الإسلامية" في الأردن، يعبر عن عقلية مريضة، قبلت بالاتجار بالدين والغرق في مستنقع الإرهاب علنا وعلى رؤوس الأشهاد، فالدفاع عن الإرهابيين أو أي عمل قبيح يقومون به، هو بمثابة مشاركة مباشرة في هذا العمل..
ومن الواضح أن إخوان الشياطين الذين يطلقون على أنفسهم ظلما وبهتانا "جبهة العمل الإسلامي" في الأردن، لم يدركوا بعد أن تعريض الوطن وقيمه لخطر الإرهاب هو عمل لا يوازيه في القبح عمل آخر.. وطبقاً لما زعمه بيانهم السفيه، فإن تقديم تسهيلات أو إعانة لقوات الدول الصديقة والشقيقة، هو محرم ويجوز مقاومته بالإرهاب.. وبهذا التفسير الجاهل، فإن هؤلاء المنبوذين والمتلاعبين بكل القيم الدينية والإنسانية، قد كشفوا عوراتهم وحقيقة ما يدور في مكامن أنفسهم المريضة، ووضعوا تبريراً جاهلا لأي فعل إرهابي قد يفكر أحد الحمقى بارتكابه..
نسي هؤلاء أن هذا الوطن الذي ضرب أجزاء منه نفر من الحاقدين والغادرين بصواريخ "الكاتيوشا"، هو البيت الآمن الذي يؤويهم ويؤوي الجميع، وأن الدفاع عن أمن وسلامة وحياض الوطن، هو واجب مقدس، وأن الدعوة إلى المساس بهذه القدسية، هي دعوة صريحة لسلخ جلد الوطن وخلخلة أمنه واستقراره.. وبدلا من ذلك راحوا يفرضون شروطا وإملاءات وتعليمات على الحكومة، وكأنهم الحاكمون بأمر الله في الأرض، أو كأنهم مرسلون من السماء ومبعوثون من الله، فيأمرون وينهون، ويوزعون صكوك الغفران ومفاتيح الجنة والنار على خلق الله.. اللهم احمنا من شياطين "جبهة العمل الشيطاني" الأردني.. اللهم آمين..