تصريحات الزعيم الديني الأميركي المحافظ بات روبرتسون التي دعا فيها إلى اغتيال الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، تثير الدهشة، خاصة وأنها صدرت عن مواطن أميركي، تشن بلاده الآن حرباً ضد الإرهاب. وبغض النظر عن التوتر السياسي الذي تشهده العلاقات الأميركية- الفنزويلية، فإن إطلاق هكذا تصريحات، من رجل دين، تصيب صورة الولايات المتحدة في مقتل.
وإذا كانت الخارجية الأميركية قد سارعت برفض هذه التصريحات والإشارة إلى أنها تعبر عن آراء "روبرتسون" الشخصية، فإنها تشي بعمق الخلافات بين واشنطن و كاركاس، وتعيد إلى الأذهان مجدداً فكرة التدخل الأميركي بشتى السبل في شؤون بلدان أميركا اللاتينية التي تعد فناء خلفياً للولايات المتحدة.
صحيح أن لشافيز علاقات وطيدة مع الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، وصحيح أن الضغوط التي مارستها واشنطن بشكل غير مباشر لإسقاط حكم شافيز قد فشلت، وصحيح أن فنزويلا تلعب دوراً مهما داخل منظمة "أوبك"، لكن هذا كله لا يبرر صدور تصريحات تحريضية ضد رئيس دولة مهما كانت علاقاته متوترة مع أميركا.
وإذا كان "روبرتسون" متخوفاً من أن تُقدم بلاده على حرب ضد فنزويلا تكلف الميزانية الأميركية مئات المليارات من الدولارات، فإنه من غير اللائق أن يتحدث رجل دين ينتمي إلى دولة عظمى تروج للديمقراطية والسلام في العالم، عن اغتيال أو تصفية جسدية لرئيس دولة أخرى.
خطورة هذه التصريحات تكمن في أنها صدرت من رجل مقرب من الرئيس جورج بوش، ما قد يسفر عن تداعيات سلبية، لا سيما في مرحلة تعاني فيها إدارة بوش من أزمة مصداقية سواء ما يتعلق بالعراق أو نشر الديمقراطية في العالم.
إبراهيم بلحمانية- المغرب