تحت عنوان "أميركا والوجع العراقي" نشرت "وجهات نظر" يوم أمس الجمعة مقالاً للأستاذ يوسف إبراهيم، رصد خلاله ملاحظاته على الشارع الأميركي في الآونة الأخيرة. الكاتب تطرق إلى الورطة الأميركية في العراق، مؤكداً أن الأميركيين ليس لديهم تصور متكامل عن امكانية وضع نهاية لمأزقهم الراهن في العراق. وإنْ كنت أتفق مع الكاتب في النتائج التي توصل إليها في مقاله، فإنني أود التأكيد على أن المواطن الأميركي لا يهمه كثيراً الوضع في العراق، والأمر برمته يحوز فقط على اهتمام أسر المجندين الأميركيين الذين تم إرسالهم إلى العراق. المواطن الأميركي مشغول بحياته اليومية وببمشكلاته الخاصة، ومن ثم، فالاهتمام بالشأن العراقي، يكاد يكون اهتماماً نخبوياً يخص ساسة الحزبين "الجمهوري" و"الديمقراطي" وبعض الأعضاء البارزين في الكونغرس، وحتى هؤلاء يستخدمون المأزق العراقي ضمن السجال السياسي الداخلي، سواء بين "الجمهوريين" والديمقراطيين، أو بين مراكز صنع القرار في أميركا كالبنتاجون ووزارة الخارجية والبيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية. ومن الواضح أن المأزق العراقي أصبح لغزا مستعصياً على صناع القرار في الولايات المتحدة، لدرجة أن المتابع للأحداث لا يشك للحظة في أن أميركا لم تخطط أبداً لسيناريوهات قابلة للتطبيق في عراق ما بعد صدام.
ويبدو أن الأميركيين متفقون على حقائق محددة تجاه الملف العراقي، أولاها أن غزو العراق كان خطأً، وأنه لا علاقة بين النظام العراقي المخلوع وتنظيم "القاعدة"، أي لا علاقة بين العراق والإرهاب، وأن إدارة بوش لم تكن مستعدة لعراق ما بعد سقوط صدام حسين. وفي ظل الأوضاع السيئة التي يعيشها الأميركيون داخل العراق، فإن انسحابهم أمر حتمي، والمسألة لا تعدو كونها مسألة وقت فقط.
الشارع الأميركي تجاوز مرحلة التنديد بغزو العراق، إلى مرحلة جديدة يسيطر عليها تساؤل محوري مؤداه: متى ينسحب الجيش الأميركي من بلاد الرافدين؟ وهو سؤال يبدو أنه حتى الآن لا يجد إجابة شافية عند أي مسؤول أميركي.
فادي محمود- دبي