يبدو أن التغطية الإعلامية لما يدور في أفغانستان لا تقدم للمهتمين بشأن هذا البلد سوى القليل جداً الذي يجعلهم يصدقون أن أفغانستان تعافت من حكم "طالبان"، وأصبحت خالية من فلول "القاعدة". الغريب أن وسائل الإعلام الأميركية تنقل لنا بين الفينة والأخرى أنباء عن معارك نشبت بين الجيش الأميركي وفلول "طالبان"، ما يشير إلى أن الحرب الأميركية ضد "طالبان" وتنظيم "القاعدة" داخل أفغانستان لم تنته بعد، وذلك على الرغم من انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في هذا البلد قبل ثلاث سنوات.
كثيرة هي التحليلات التي تشير إلى سطوة "لوردات" الحرب والمخدرات في أفغانستان وحجم نفوذهم في الشارع الأفغاني، لكن يبدو أن وسائل الاعلام الأميركية مصرة على تلميع المشهد الأفغاني لأغراض سياسية محضة.
أفغانستان مقبلة على انتخابات برلمانية في سبتمبر المقبل، ويبدو أن فلول "طالبان" و"القاعدة" سيبذلون قصارى جهدهم لمنع الأفغان من المشاركة في هذه الانتخابات. لكن كي يكون الرأي العام العالمي على دراية بما يحدث داخل أفغانستان، فإن من الضروري على وسائل الإعلام الأميركية كشف الحقائق الأفغانية أمام الجميع، لرصد مدى التقدم الحقيقي الذي حدث في هذا البلد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ونقل الصورة كاملة بلا تجميل، حتى لا ينخدع المتابعون لتطورات الوضع الأفغاني بتصريحات بعض المسؤولين الأميركيين، الذين يعتبرون الوضع الراهن في كابول انتصاراً للديمقراطية!
محسن عبدالوهاب-الشارقة