النتيجة التي انتهى إليها الكاتب البريطاني باتريك سيل في مقاله المنشور يوم أول من أمس الاثنين تثير الدهشة والتعجب في آن معاً. الكاتب يرى أن إيران المسلحة نووياً لن تؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط، ولكنها قد تصبح عنصراً من عناصر الاستقرار.
وأود أن أقول لباتريك سيل، إن هذا الموقف سيجرنا إلى مواقف أخرى أكثر خطورة، وسيوصلنا إلى نتائج ومشاهد أكثر خطراً، ذلك لأن القبول بإيران النووية سيحول الشرق الأوسط إلى منطقة لا هم لها سوى سباق التسلح، وفي هذه الحالة لن يستطيع أحد رفض توجهات أو نوايا أي دولة شرق أوسطية أخرى في امتلاك السلاح النووي، لتصبح منطقة الشرق الأوسط منطقة صراع نووي بامتياز، وهو خطر سيهدد استقرار العالم كله، لأن الشرق الأوسط الذي يمتلك نسبة كبيرة من الاحتياطيات النفطية العالمية سيكون قابلاً للانفجار النووي في أي وقت.
سباق السلاح النووي في الشرق الأوسط سيؤدي، حال نشوبه، إلى وأد المعاهدات الدولية المعنية بحظر الانتشار النووي.
الكاتب لم يتطرق إلى مسألة مهمة، وهي أن الانهماك في تصنيع وامتلاك أسلحة نووية في بلد كإيران سيعرقل خطط التنمية في هذا البلد، خاصة في ظل معدلات البطالة، والافتقار إلى بنية أساسية قوية، والمهم أن توجه إيران مداخيل النفط في تلبية الاحتياجات الأساسية للإيرانيين.
عمر عبد الحكيم- العين