طالب الدكتور وحيد عبد المجيد في مقاله الأخير "العرب.. ومستقبل السودان" بدور فعال للجامعة العربية في قضايا السودان لتثبيت وحدته وتحقيق المصالحة الوطنية بين أبنائه، واقترح على أمين عام الجامعة العربية أن يعين مبعوثا له هناك، وارتأى الدكتور وحيد أن يكون مقر ذلك المبعوث في مدينة جوبا الجنوبية وليس في الخرطوم، على اعتبار أن ذلك سيمثل رسالة تقدير واحترام للجنوبيين!
إلا أن الكاتب لم يحدد لنا بالضبط أين سيلتقي وأين سيفترق دور "المندوب السامي" للجامعة العربية في السودان مع دور "المندوب السامي" الأميركي الذي لا نشعر بأي انزعاج منه داخل المقال؟! ولم يذكر لنا الكاتب أيضا السبب وراء ذلك التمجيد المفرط في فقرات مقاله للعقيد جون قرنق والذي يعتبر الدكتور وحيد أن غيابه شكل ضربة كبيرة لتطلعات السودانيين نحو السلام والمستقبل، ولم يشر طبعا إلى أن قرنق هو الذي قاد تمردا قتل فيه نحو مليون سوداني، وأن قوى سودانية كثيرة تعتبره مسؤولا عن موت الآلاف من أطفال الجنوب الذين جندهم للقتال في ميليشياه المسلحة!
لقد وصل الأمر عند كاتبنا إذن إلى درجة الاستخفاف بالسيادة الوطنية للسودان باقتراح "انتداب عربي" على ذلك البلد العربي، وكأن الجامعة العربية، بدولها الصغيرة والكبيرة، حلت مشاكلها جميعا ولم يبق إلا السودان!
عثمان إبراهيم- الخرطوم