بعد أسابيع قليلة من توقيع الولايات المتحدة اتفاقاً مع الهند يقضي بتزويدها بتقنيات نووية، تجري الصين وروسيا مناورات عسكرية، لأول مرة في تاريخهما، ما يعني أن محوراً استراتيجياً جديداً بين بكين وموسكو، سيرسم في المستقبل القريب توازناً دولياً جديداً في شرق وشمال شرق آسيا. توقيت المناورات يطرح تساؤلات عدة حول توجهات الدب الروسي والعملاق الآسيوي في المرحلة المقبلة، فكلاهما يواجه قوى انفصالية تسعى إلى الاستقلال عن موسكو وبكين، وكلاهما مهدد بتراجع النفوذ في محيطه الإقليمي جراء تنامي النفوذ الأميركي في شرق آسيا.
صحيح أن لدى الصين وروسيا أهدافاً مشتركة، لكن يبدو أن الأحادية الأميركية ستدفعهما قريباً إلى تدشين نظام عالمي متعدد الأقطاب.
وبغض النظر عن المصالح المشتركة بين أميركا والصين من جهة، وبين روسيا والولايات المتحدة من جهة أخرى، فإن صراعاً خفياً يتبلور الآن بين واشنطن واليابان من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى، ما يؤكد أن القرن الحادي والعشرين هو قرن الصراعات الآسيوية بامتياز.
حسين محمود- الشارقة