تحت عنوان "كردستان-سنستان-شيعستان"، نشرت "وجهات نظر" يوم أمس السبت مقالاً للدكتور سعد بن طفلة، ومع احترامي للكاتب لكني لا اتفق معه فيما ذهب إليه من أن الفيدرالية ستقسم العراق وستدخله حروبا أهلية، بل على العكس تماماً لم يبق حل سوى الفيدرالية التي ستوحد العراق وتمنعه من الوقوع في الحرب الأهلية والتقسيم للأسباب التالية:
أولاً: إن كلا الطرفين الكردي والشيعي لا يطالبان بالاستقلال والانفصال؛ بالنسبة للطرف الكردي سيعني الانفصال تدمير كل الامتيازات التي حصلوا عليها، لأنه في اليوم التالي لانفصالهم ستجتاحهم القوات التركية والايرانية وستفتح عليهم أبواب الانتحاريين، بالإضافة إلى الغارات التي سيشنها عليهم عرب كركوك والموصل من داخل العراق. أما بالنسبة للشيعة فكيف يتخلون عن بغداد وهم أكثرية مطلقة فيها، وأيضا يناصفون إخوانهم السُنة في "ديالى" مع وجود أربعة من أئمتهم المعصومين في بغداد وسامراء، ومرور مياه دجلة والفرات من مناطق السنة والتي يتواجد فيها من السدود التي يمكنها قطع الماء عنهم، والتداخل العشائري والقبلي من تزاوج وسكن لا يمكن معها أبدا الانقسام فقد نُسج العراق بطريقة تأبى التقسيم.
ثانياً: بالنسبة للعرب السنة، فكما هو معروف أن مناطقهم فقيرة، ولن يفكروا بالابتعاد عن الأكراد والشيعة، واذا أضيف إلى ذلك وجود أعداد لا بأس بها منهم في البصرة وبقية محافظات الجنوب والوسط ومراقد كبار الصحابة وائمة المذاهب أهل السنة وأهل البيت يرقدون على أرض العراق بتوزيع وكأنهم يقولون لكل الاجيال القادمة: نتحداكم إن قسمتم العراق. هذه ليست أحلاما ولكنها حقيقة يعرفها كل عراقي أصيل، أما أصوات النشاز، فأكثرها خارجي المصدر. الفيدرالية ستكون كجناحي الطائر في توازنه لأنها ستمنع من يريد الاستئثار والهيمنة بشرط أن توزع الثروات بالتساوي على أفراد الشعب العراقي من دون تمييز بين العرق والمذهب والديانة.
أمير جابر-هولندا