تحت عنوان "الدستور الوليد للعراق الجديد" كتب الدكتور عبدالله العوضي يوم الجمعة الماضي مقالاً في "وجهات نظر"، وفي ردي على هذا المقال، أتساءل: هل سنخرج من عنق الزجاجة ويتفق الذين صدقوا أنهم سيتقاسمون تراب العراق، ويخرج دستور جديد من بين كومة التناقضات، فيولد ناصعاً نافعاً لكل الخيرين في هذا البلد، أم سيستولي عليهم شيطان غرورهم ومصالحهم، فيرجع كل منهم إلى مرجعيته الطائفية والمذهبية والعشائرية، فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!
الحقيقة أن الدستور يفترض ولادته ليخدم العراق، وهذه عملية معقدة إذا لم نولها قدراً كافياً من "العلمية" بأن يتولى أمره رجال علماء في القانون الدستوري، هجروا هويتهم السياسية. وعند هؤلاء لايمكن أن نرى خلافاً أو اختلافاً، فالعقل لديهم حل محل الهوى. وللمتخصصين صوت رجل قد قهر هواه وأطاع الانصاف ونواه، فنعذره إنْ صدر منه الخطأ أو الزلل إذ الكمال محال لغير ذي العزة والاجلال، وهو الجريء الذي لايمل النظر في مرآة واقعه الأليم، مما يتطلب منا تشجيعه لكي يخرجنا من بعض البنى الفكرية الهشة والمسلمات التي ربما فرقتنا واضرتنا.
أمامنا مهمة جليلة بإيجاد أمل مجتمعي عام قبل أن نتحدث عن الريادة لتلك الدولة ودستورها أو ذلك الشعب ومصيره
لابد أن نعلم العراقيين، وهم يبنون دولتهم أن يسألوا عن الواجب المنوط بهم قبل سؤالهم عن حقوقهم ولنهدم جمعيات حقوق الانسان لنستبدلها بجمعيات واجبات الانسان وبها نرى بناة المجتمع الواعد.
خليل حلاوجي-الموصل