تعجبت كثيراً من مقال مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق "جون هيوز"، المنشور في "وجهات نظر" يوم أمس الجمعة، لأن الكاتب حاول توصيل صورة أرى أنها غير حقيقية عن موقف بلاده تجاه الأمم المتحدة.
ما لفت انتباهي في المقال أن "هيوز" نقل على لسان وزيرة الخارجية الأميركية، ما يفيد أن واشنطن يهمها إصلاح الأمم المتحدة. لكن في حقيقة الأمر أميركا لا يهمها كثيراً إصلاح المنظمة الدولية، بل إن تقرير لجنة "فولكر" الذي أشار إليه الكاتب في مقاله، ليس إلا ضربة موجهة للمنظمة الدولية وأمينها العام، خاصة بعد عدم صدور قرار أممي يجيز لواشنطن ضرب العراق. أميركا تريد إصلاحاً للمنظمة الدولية لا يتعارض مع مصالحها وخططها الاستراتيجية، فواشنطن مع توسيع مجلس الأمن لكنها ضد منح حق "الفيتو" لأعضاء جدد. واشنطن تهيمن على القرار الدولي الآن وربما لعقود طويلة مقبلة، وكل ما تريده من الأمم المتحدة، هو أن تضفي على القرار الأميركي "شرعية" كي تستطيع الولايات المتحدة التحدث بلسان "المجتمع الدولي". الحال الذي تعيشه الأمم المتحدة الآن يخدم أميركا، كونه يكرس أحاديتها، ويمرر قراراتها الخطيرة.
عماد محمود- أبوظبي