Journal of Democracy:


العرب والتحول الديمقراطي


 الديمقراطية وإشكالاتها عادة ما تكون المحور الرئيس لدورية Journal of Democracy التي تصدر كل ثلاثة شهور عن جامعة "جون هوبكنز" الأميركية. ففي الشأن العراقي، وتحت عنوان "العراق الجديد"، كتب "عديد دويشة"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميامي الأميركية، مقالاً رأى خلاله أنه على الرغم من أن انتخابات يناير الماضي التي أجريت في العراق كانت نقطة تحول مهمة في هذا البلد، فإنها افتقرت إلى التنافس الحزبي المطلوب لإنجاح العملية الديمقراطية، أو أنها همشت هذا التنافس، أملاً في تشكيل حكومة وحدة وطنية من خلالها يتم توزيع السلطة على الأطياف الإثنية والمذهبية. وعن مدى تأييد العالم العربي للديمقراطية، توصل "مارك إيه تسلر"، وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة متشيجن الأميركية إلى أن المنطقة العربية لا تزال تخطو خطى محدودة نحو الديمقراطية، لكن في الوقت ذاته أسفرت ثمانية استطلاعات رأي محلية في ستة بلدان عربية خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2004 عن أن 90% أو يزيد من المشاركين في هذه الاستطلاعات يأملون في نظام سياسي ديمقراطي داخل بلادهم. غير أن هذا لا يعني بالضرورة أن هؤلاء يؤيدون الديمقراطية بمفهومها العلماني، فنصفهم يعتقدون أنّ منْ يدعم الديمقراطية يجب أنْ يُؤمن بالدور المهم الذي يجب أن يلعبه الإسلام في الحياة السياسية. وتحت عنوان "تحولات مرحلة ما بعد الشيوعية" كتب "مايكل ماكفويل" مقالاً خلص خلاله إلى أن ثمة موجة ديمقراطية اجتاحت منذ عام 2000 بعض بلدان الكتلة الشيوعية السابقة، كصربيا وجورجيا وأوكرانيا. وعلى الرغم من وجود تباينات في تجربة البلدان الثلاثة، فإن هناك عوامل مشتركة جعلت من تحقيق هذا التحول الديمقراطي أمراً ممكناً. الكاتب، وهو زميل رئيسي في "منحة كارنيجي للسلام الدولي" يرى أن أول هذه العوامل هو أن النظم في البلدان الثلاثة شبه مستبدة وليست مستبدة على الإطلاق. والعامل المشترك الثاني، يتمثل في غياب التأييد الشعبي للنخب الحاكمة أو المسؤولين عموماً. والثالث يراه الكاتب في وجود معارضة منظمة. أما الرابع، فيكمن في وجود وسائل إعلام مستقلة قادرة على إبلاغ المواطنين بزيف الانتخابات. والخامس هو قدرة المعارضة على لفت انتباه الشعب بسرعة إلى زيف نتائج الانتخابات. والعامل السادس هو قدرة المعارضة على حشد عشرات الألوف من المتظاهرين للاحتجاج على تزوير الانتخابات، والعامل السابع هو نشوب انقسامات داخل النخب والقوى المستبدة الحاكمة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 "الآداب":عون والناصرية والعمل الأهلي


في العدد الأخير من مجلة "الآداب" البيروتية، نقرأ دراسة عنوانها "محررو لبنان الجدد" يركز كاتبها سماح إدريس على دور العماد ميشيل عون، أحد أبطال "انتفاضة التحرير"، في حث الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على مطالبة سوريا بسحب جيشها واستخباراتها من لبنان، كما يتناول دور بعض المنظمات اللبنانية- الأميركية في تلك "الانتفاضة" أو "الثورة". ويقارن الكاتب بين وجهين أو مرحلتين في الخطاب العوني، أحدهما يتبدى في تصريحاته الحالية حول "المواطنة" و"العلمنة"، بينما الثاني هو خطابه "المسيحوي" في الخارج، والذي كان يسعى إلى "تحرير" لبنان عبر استثارة حمية المسيحيين (واليهود) الغربيين. وطوال الأعوام التي سبقت عودة عون إلى لبنان، لم يكف عن اتهام سوريا و"حزب الله" وإحدى عشر منظمة فلسطينية بالإرهاب! أما اليوم فإنه يعتبر سلاح "حزب الله" شأنا داخليا، ويفرض على نفسه صمتا إزاء دمشق! ولم تكن مساعي الجنرال عون إلى استصدار القرار 1559 والى قانون الكونغرس لمحاسبة سوريا، لتنجح لو لم تأت ضمن جهد منسق لعدد من المظمات والشخصيات اللبنانية- الأميركية، وعلى رأسها "المجلس اللبناني- الأميركي للديمقراطية" برئاسة طوني حداد.


ومن واقع تجربتهما في قيادة جمعية حقوقية مصرية، يكتب عمر السبخاني وأشرف البيومي "رفضا للتمويل الأجنبي للنشاط الأهلي"، إذ أثبتت التجربة أن من له السيطرة المالية واليد العليا في تمويل المنظمة هو الذي يفرض أولوياته وأجندته على نشاطها، بل إن بعض المنظمات الممولة أجنبيا انصاع إلى توجيهات أجنبية "فشجب العمليات الاستشهادية واعتبرها انتهاكا لحقوق الإنسان، كما حاولت بعض المنظمات تعويق مساواة الصهيونية بالعنصرية في مؤتمر ديربان". إلى ذلك يؤكد الكاتبان على أن التمويل الأجنبي الذي لا يتميز بالشفافية أو المحاسبة المالية الجادة يفتح المجال للانحراف المالي، في حين أن أحد أهداف العمل الأهلي هو "بناء القدرة الذات