أبعاد استراتيجية للمناورات الروسية- الصينية... وواشنطن تتجاهل مطالب جاكرتا


المناورات الصينية- الروسية، والحقائق التي كشفت عنها احتفالات الكوريين الجنوبيين بالذكرى الستين لنهاية الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية، ورفض الأميركيين تعزيز علاقاتهم العسكرية مع إندونيسيا، والعلاقات التجارية الصينية-التايوانية... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.


 ما وراء المناورات الصينية- الروسية


 "منذ 13 عاماً وافقت موسكو وبكين على بدء التعاون العسكري بينهما، ووقتها تنبأ المحللون العسكريون بأن التحالف الصيني-الروسي سيكون موجها ضد أميركا"، هكذا استهل "ألكسندر جولتس" مقاله يوم الاثنين الماضي في "موسكو تايمز" الروسية، مشيراً إلى أن هذه التنبؤات تبدو الآن صحيحة؛ حيث قامت القوات الروسية والصينية يوم أمس الخميس بإجراء مناورات عسكرية مشتركة هي الأولى من نوعها بينهما، ومن المقرر أن يشترك فيها 10 آلاف جندي وضابط من كلا البلدين. المناورة الصينية- الروسية تحمل اسم "عملية السلام 2005" وتتلخص في محاكاة تدخل عسكري في صورة قوة حفظ سلام لحسم حرب أهلية أحد أطرافها تنظيم إرهابي، عن طريق إنزال بحري وجوي، لفض الاشتباك بين القوات المتحاربة، وتشارك في المناورة عدة قاذفات قنابل روسية طويلة المدى من طراز (تي يو-22 إم)، وقاذفتان استراتيجيتان روسيتان من طراز (تي يو- 95) وطائرات نفاثة، ما يثير علامات استفهام حول دور هذا النوع من الأسلحة في هكذا مناورة يُفترض أنها لعملية حفظ سلام، خاصة وأن القاذفات الاستراتيجية يتم استخدامها في إطلاق صواريخ نووية. كما أن المناورة تتضمن قيام الروس والصينيين بمنع أي قوة بحرية ثالثة من الوصول إلى منطقة النزاع، ما يجعل المناورة أشبه بمحاولة للسيطرة على أرض تابعة لدولة ثالثة. قد تكون المناورة أداة لاستعراض أسلحة روسية ولشد انتباه الصينيين لهذه الأسلحة ومن ثم شرائها، لا سيما القاذفات الاستراتيجية التي رفضت موسكو في الماضي تصديرها لبكين. وربما هدف المناورة تأكيد دور روسيا الإقليمي.


الكوريتان والذكرى الستين


 خصصت "جونغ أنغ ديلي" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي لترصد الفعاليات التي شارك فيها الكوريون الجنوبيون مع وفد كوري شمالي احتفالاً بالذكري الستين لنهاية الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية. الصحيفة أشارت إلى أن هذه الاحتفالات شهدت تطورات لم تحدث منذ انفصال الكوريتين، كزيارة الوفد الكوري الشمالي للجمعية الوطنية الكورية الجنوبية، وزيارته أيضاً للنصب التذكاري في سيول. غير أن ثمة مشكلة ظهرت خلال هذه الفعاليات، تكمن في ظهور خلاف بين الكوريين الجنوبيين أنفسهم، فهم منقسمون بين تيار "تقدمي" يؤيد توحيد الكوريتين، وآخر "محافظ" يندد بديكتاتورية كوريا الشمالية. وحسب الصحيفة، فإنه منذ عام 2000، حيث القمة الكورية التاريخية، ومسألة التوحيد تظهر بين الفينة والأخرى، خاصة وأن لها من يدعمها في سيول كجماعة "الطلبة الشبان من أجل الوحدة الوطنية". لكن استطلاعاً أُجري خلال الآونة الأخير في كوريا الجنوبية، أسفرت نتائجه عن أن 80% من المشاركين متخوفون من توحيد الكوريتين. الصحيفة ترى أن هذه المسألة لا تزال بحاجة إلى توافق لدى الكوريين الجنوبيين، ومن الصعب حسمها عبر الاحتفالات والمهرجانات.


 واشنطن تتجاهل جاكرتا


 تحت عنوان "واشنطن تتجاهل صديقاً جديداً" نشرت "إنترناشونال هيرالد تريبيون" يوم الثلاثاء الماضي مقالاً لـ"ستانلي وايس"، لفت خلاله إلى أن ثمة أملاً في أن يؤدي اتفاق السلام الذي أبرمته الحكومة الإندونيسية مع متمردي إقليم "آتشيه" يوم الاثنين الماضي في العاصمة الفنلندية هلسنكي، إلى وضع نهاية لقتال أودى منذ عام 1976 بحياة 15 ألفا من سكان هذا الإقليم. الكاتب وهو رئيس مجموعة "الأعمال التنفيذية من أجل الأمن القومي" وهي مؤسسة غير حزبية مقرها واشنطن، يرى أن الرئيس الإندونيسي "سوسيليو بامبانغ"، أول رئيس منتخب في البلاد، لا يزال محتفظاً بشعبيته كرجل يتبنى أجندة مؤيدة للنمو الاقتصادي ومنحازة للفقراء ومشجعة على توفير فرص العمل ومناهضة للفساد. وعلى رغم أن الاقتصاد الإندونيسي لا يزال يعاني من تداعيات أزمة النمور الآسيوية التي وقعت خلال عامي 1997 و1998، فإن هذا الاقتصاد خالف التوقعات وحقق خلال هذا العام نمواً قدرة 6%. وفي أحدث الاستطلاعات يصف 81% من الإندونيسيين حياتهم بأنها "جيدة". وإذا نجحت إندونيسيا في أن تكون دولة ديمقراطية تنعم بالرخاء، فإن هذا البلد الذي يتمتع بموقع استراتيجي مهم والذي يعد أكبر دول العالم الإسلامي سكاناً، سيكون له مستقبل واعد كقوة سياسية واقتصادية وأمنية تؤثر في العالم كله. الغريب أن بعض أعضاء مجلس "الشيوخ" الأمي