مع كل كشف علمي جديد يخدم مصلحة البشرية، يتنفس المرء الصعداء، أملاً في أن تغير البشرية سوء استخدامها للعلم. آخر هذه الاكتشافات قام بها علماء أستراليون حاولوا استخلاص مضادات حيوية قوية من دماء التساميح. حقاً إنها خطوة جيدة، تبعث الأمل في أن تتوجه الطاقات العلمية إلى ما فيه مصلحة الإنسان، فكفى البشرية تطويراً للأسلحة والتقنيات العسكرية، في وقت لا يزال أطفال أفريقيا يموتون جراء نقص التطعيمات الأساسية للوقاية من الأمراض الوبائية. للأسف الشديد تستهلك التقنيات العسكرية طاقات كثير من الشعوب، وتشغل علماءها، في وقت لا تزال أمراض كالانفلونزا عصية على الأطباء قوية على المرضى.
البشرية في حاجة اليوم إلى فكر جديد يقوم على السلام والتنمية، لا الحروب وصراعات المصالح والاستراتيجيات، وضمن هذا الإطار، يحتاج العالم إلى إعلان مبادئ جديد ينقذ البشرية من جنون القوة، ويحجم طموحات القوى الكبرى في التزود بأسلحة فتاكة. فقراء أفريقيا بحاجة إلى علم نافع ينتشلهم من جوعهم ومرضهم وفساد حكوماتهم، والغرب مسؤول عن تقديم الدعم لهؤلاء، وإلا فإن جهود أميركا وأوروبا في حماية الأمن العالمي ستذهب أدراج الرياح.
وبالله عليكم، أليس استخدام الموارد المالية في محاربة الأمراض أهم بكثير من توجيه ميزانيات أميركا وأوروبا إلى تطوير الأسلحة القاتلة؟ قبل عقدين ظهر "الإيدز" وقبل عامين سمعنا عن "سارس" واليوم "انفلونزا الطيور"، فهل يتعظ العالم؟!
عثمان إبراهيم- الخرطوم