قرأت مقال الدكتور خالد الدخيل المعنون "هل هذا صمت أم شلل عربي؟"، المنشور يوم أمس الأربعاء في صفحات "وجهات نظر". ومن الواضح أن الحالة العربية التي شرحها الكاتب حالة ميئوس منها؛ فالعرب، وتحديداً الحكومات العربية، لديهم القدرة على قراءة هذا الواقع المرير، وما يحدث من إعادة لرسم خريطة منطقتهم دون استشارتهم. ولكن العجز العربي بلغ حداً لا يمكن معه سوى التفرج على ما يحدث.
النظام العربي منذ أكثر من خمسين سنة وهو يمارس الكذب على الشعوب العربية بداية بخرافة الأمة الواحدة، وصولاً إلى مهزلة العمل العربي المشترك. في الوقت الذي كانت فيه الأنظمة العربية يعمل أحدها على إسقاط الآخر والكيد له، كان الزعماء العرب آنذاك يتبادلون القبلات، ما يعني أن النظام العربي، أو بالأحرى العمل العربي المشترك لم يقم على أسس سليمة، بل ساد موقف الدول العربية تجاه بعضها بعضاً غموض والتباس عرقل التضامن العربي، وشكل أداة لتدخل الغرب في شؤون المنطقة.
النظم العربية في حاجة إلى أن تصارح شعوبها، وأن تصارح نفسها بأن العمل العربي المشترك يحتاج إلى خطط واقعية لا لشعارات جوفاء، وأن حماية الهوية العربية لا تأتي من خلال النفاق السياسي، والأجندات الخفية.
العرب مطالبون بأن ينهمكوا في القضية العراقية والسودانية والفلسطينية، وإلا لا داعي للتشدق بالقومية العربية، خاصة من بعض الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان ليل نهار.
العرب لم يمنعوا أميركا من غزو العراق، ولم ينقذوا بلاد الرافدين بعد وقوعها تحت وطأة الاحتلال، والأمر نفسه ينطبق على السودان بقضاياه المتشعبة والمتتالية، فهل يمكن بعد هذا كله التشدق بأن ثمة نظاما إقليمياً عربياً؟!.
سعيد مرزوق-العين