قرأت المقال الذي كتبه الدكتور أحمد البغدادي أمس في وجهات نظر وطالب فيه بتسليم مهمة إصلاح التعليم في البلدان العربية إلى جهة دولية كاليونيسكو أو غيرها، وأود ضمن تعقيبي على هذا الطرح أن أقول للدكتور البغدادي إن الحل الذي طرحه غير واقعي تربوياً وغير مقبول سياسياً. فبلادنا العربية تزخر بالكفاءات التربوية ولسنا أناساً بدائيين حتى تأتينا المنظمات الدولية لتعلمنا كيف نقوم بتربية أبنائنا، كما أن هذه المنظمات لا تعرف خصوصياتنا الثقافية، ومعظم خبرائها ينطلقون من ثقافاتهم وطرق تفكيرهم الخاصة ولذا لو افترضنا جدلاً أننا كلفناهم بمهمة تخطيط التعليم في الوطن العربي فلا شيء يضمن أنهم سينجحون في القيام بهذه المهمة. أما ضيق الكاتب بكثرة المعاهد الدينية فأخبره أن اليونيسكو أو غيرها إذا جاءت لن تلغي هذا التعليم ما دام هنالك من يريدونه، لأن هذا خيار شخصي يفترض في المفكر النقدي ألا يعترض عليه. إن حل مشكلة التعليم أٍسهل مما تتصور يا دكتور، وهو أن تكون لدينا ثقة في أنفسنا وفي ثقافتنا، هذا علماً بأن تدني مستويات التعليم ليس حكراً علينا، بل تعاني منه أميركا وأروبا وغيرها من شعوب بفعل التطورات الحالية وانشغال النشء في التلفزيون والانترنت وغيرها.
محمد أحمد شعيب - ليبيا