تحت عنوان "المقامرة الإيرانية في مسألة الأسلحة النووية" نشرت "وجهات نظر" يوم أمس الأحد، مقالاً لجيفري كمب، مدير البرامج الاستراتيجية بمركز "نيكسون، حاول خلاله تفسير الموقف الإيراني الراهن من عملية استئناف الأنشطة النووية، وذلك رغم المفاوضات الجارية بين طهران وثلاث دول من الاتحاد الأوروبي. وبعد مطالعتي لهذا المقال، أود الإشارة إلى أن إيران اختارت الوقت المناسب للضغط على المفاوض الأوروبي، ولتفادي الضغوط الأميركية. فواشنطن غارقة حتى أذنيها في المشهد العراقي، ولا تستطيع أن تزج بنفسها في مواجهة عسكرية مع إيران، في وقت لا تزال قواتها منتشرة في العراق، خاصة وأن هذه القوات في مرمى الأسلحة الإيرانية في حال اندلعت أية مواجهة عسكرية أميركية- إيرانية.
كما أن القوى السياسية العراقية الشيعية الموالية لإيران، لن تلتزم الحياد، عند نشوب مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران. وفي الواقع اختارت الجمهورية الإسلامية الوقت المناسب للدخول في مساومات مع أوروبا وأميركا، فالعراق لا يزال ساحة مفتوحة ومن غير المنطقي الآن تسعير التوتر الأوروبي- الأميركي مع إيران، كما أن كوريا الشمالية تخوض مفاوضات سداسية للوصول إلى حل سلمي لبرنامجها النووي، ما يشجع إيران على مواصلة موقفها، أملاً في أن تلقى المعاملة نفسها التي يتعامل بها الغرب الآن مع كوريا الشمالية، أو أن تعظم مكاسبها في وقت لا تزال أميركا فيه محتاجة إلى دعم إيراني، حتى وإن كان غير معلن، لسياسات واشنطن تجاه العراق.
رضا علي- البصرة