خير وسيلة وطنية وحضارية للشعوب لكي تعبرعن الرفض، هي الاحتجاج والاعتصام والتظاهر السلمي، من دون اللجوء إلى وسائل العنف والتحدي المتمثلة، في التمرد العبثي والفوضى واستخدام العصي ورمي الحجارة وحتى اللجوء إلى استخدام الرصاص، من قبل المواطنين، أو من قبل أجهزة الشرطة. أصحاب الحق لابد لهم، أن يجيدوا استخدام الأساليب المناسبة، في الزمان المناسب والمكان المناسب، وألا يضيعوا قضيتهم المشروعة باللجوء إلى العنف وبالتالي يتحولون من أصحاب حق إلى متمردين وفوضويين أمام العالم أجمع. ما حصل في العراق قبل أيام، من تظاهرات واحتجاجات شعبية في بعض محافظاته ومدنه، ما هو إلا حق من الحقوق الطبيعية والمشروعة، من أجل انتزاع والحصول على ما يحتاجه المواطن من حاجات ضرورية يومية، من كهرباء وماء وعمل وصحة وتعليم واستقرار أمني يحافظ على حياة المواطنين العراقيين، وإلى الكثير والكثير من المستلزمات الضرورية للإنسان. ولكن في الوقت نفسه، علينا أن ننتبه، ولا نفسح المجال للإرهابيين والقتلة المتربصين بنا، كي يستفيدوا ويستغلوا حالة التظاهر والتعبير عن الرأي المشروعة، ويحرفوها عن مسارها ووجهتها الحقيقية، وينفذوا أغراضهم الإرهابية الإجرامية المعادية لشعبنا وتدمير وطننا، لأن هؤلاء أول من يستفيد، إذا تحولت مظاهراتنا واحتجاجاتنا الشعبية المسالمة، إلى حالة من الاحتجاج العنفي المنفلت، الذي لا يميز بين هذه وتلك من القضايا والأهداف، بحيث تتم مهاجمة الشرطة والقوى الأمنية بالحجارة والأسلحة الأخرى، وكذلك اللجوء إلى مهاجمة وتدمير وحرق الممتلكات الحكومية والعامة والخاصة دون تمييز، وأن بالمحصلة النهائية فإن كل هذا سيصب في خدمة أعداء الشعب والوطن من الإرهابيين من العراقيين والوافدين من الخارج وغيرهم، وبقايا النظام المنهار الذين سينتعشون في ظل هذه الأوضاع. نعم للتظاهر والاحتجاج والاعتصام والتعبير عن الرأي بكل الوسائل السلمية، ولا لاستخدام الرصاص والحجارة وتدمير ممتلكات العراق.
حمزة الشمخي - كاتب عراقي