على الرغم من أن مشروعات الوحدة العربية بدأت في وقت مبكر، فإن العرب لا يزالون مشتتين غير قادرين على مواجهة التحديات الدولية الراهنة، فالقرن الحادي والعشرون حمل معه نظاماً دولياً غارقاً حتى أذنيه في مكافحة الإرهاب ومواجهة انتشار أسلحة الدمار الشامل. معظم الأنظمة العربية اليوم تحاول تبرئة نفسها من دعم الإرهاب أو التفريخ له من خلال الحكم الديكتاتوري، وبعض هذه الأنظمة حائر بين كسب الود الأميركي أم كسب ود الشعوب، ويبدو أن هذا الأخير هو الضمانة الحقيقية لاستمرار أي نظام سياسي، خاصة في ظل الضغوط الخارجية المتزايدة، والتي من خلالها تسعى القوى الدولية الكبرى إلى استغلال الديمقراطية وحقوق الإنسان كمعول تهدم به حضارات الشعوب وتبدد به الثروات.
عرب اليوم مطالبون بتوضيح مواقفهم، فهل هم مع الإصلاح الداخلي غير الملوث بالضغوط الخارجية، أم أنهم متكلسون لا يأبهون بالمتغيرات الدولية، ومن ثم سيكونون على موعد مع طوفان التغيير بالقوة، كما حدث مع صدام حسين؟
كفانا بكاء على الماضي، وكفانا تماهياً في الأيديولوجيات الفارغة التي ثبت فشلها في كثير من بلدان العالم، ولنبلور فكراً عربياً معاصراً يخدم قضايانا ويحترم عاداتنا وتقاليدنا، ولا يبدد طموحاتنا في العيش الكريم.
لسنا أقل من الأوروبيين أو الأميركيين أو حتى الصينيين؛ فمواردنا كثيرة وثروتنا البشرية لا يُستهان بها، المهم حسن الإدارة ودقة الأهداف.
أسامة إسماعيل- الشارقة