ترددت كلمة "إرهاب" بكثافة خلال الأيام الماضية، إذ سمعنا دوي انفجاراتها في عدة دول ومناطق عربية وعالمية مختلفة، فستارة الإرهاب لم تسدل بعد، إذ كانت المحطة الأخيرة التي توقف فيها قطار الإرهاب في مصر وبالتحديد في شرم الشيخ. فلنترك العاطفة قليلا، ولنستخدم عقولنا في التفكير بواقع حالنا، ولنطرح الأسئلة المهمة في هذا الشأن: لماذا ظهرت فجأة نبتة الجماعات الإرهابية الشيطانية؟ ولمَ يبيعون أرواحهم رخيصة من أجل هذه العمليات؟ ومن وراء دعم مثل هذه العمليات الإرهابية الشنيعة؟
الإجابة على هذا الأسئلة تكمن في الشرح التالي: جماعات الإرهاب لم تظهر إلا بسبب ظروف الفقر والجهل والاحتلال والمعاناة التي يعيشها هؤلاء المقدمون على الانتحار بهذه الطريقة، فهم يرون من حولهم سعداء و ظروفهم المعيشية ميسرة، بعكس واقع حالهم وفقرهم الذي قتل أبناءهم ونساءهم أمامهم، فيبحثون عن وسيلة لكسب العيش تسد حاجة وجوع بطون أولادهم، إلى أن تظهر جماعات متشددة في وجوههم، وتغريهم بأفكار سوداوية الإسلام منها براء.
بالطبع هذه ليست الأسباب الوحيدة للإرهاب، فما خفي كان أعظم، ولكن أعتقد أن على دول العالم أجمع ودولنا العربية الإسلامية خاصة أن تعالج المرض قبل وصف دوائه. فالدول الفقيرة والمحتاجة يجب أن ينظر لأمرها ويخطط لحل مشاكلها وقضاياها، كي لا ينخرط شعبها إلى استقلال قطار الإرهاب للمضي قدما إلى الأمام، ومن ناحية أخرى يجب التحرك بجدية لتوعية الجيل الجديد بخطورة مثل هذه العمليات الإرهابية، وإخباره بأن مثل هذه الأمور هي ضد تعاليم ديننا الإسلامي الذي أمرنا بنشر المحبة والسلام بين الجميع، ناهيك عن إعلامه بأن هذه التفجيرات ما هي إلا سلب لأرواح الأبرياء، ومخالفة لحقوق الإنسان التي شرعها الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض، كل هذا مهم من أجل بناء جيل لا ينادي بالإرهاب، ويعيش بعيدا عنه وعن معمعته الدامية.
ريا المحمودي – رأس الخيمة