تحت عنوان (القاعدة تخلع حجاب المسلمات في أوروبا ) نشرت "وجهات نظر" يوم الاثنين الماضي مقالاً للأستاذ خالد الحروب، وبعد مطالعتي لهذا المقال أرى أن الجرائم التي ترتكبها "القاعدة" دمرت ما هو أهم من الحجاب ألا وهو الإسلام كعقيدة تكرس أخلاق التسامح، الإسلام الذي توقع البعض أنه سيصبح الديانة الأولى في أوروبا خلال خمسين سنة القادمة، وذلك حسب استنتاجات كثير من المعاهد المتخصصة في أوروبا. السر في انتشار الإسلام بهذه السرعة يرجع للأخلاق وصيانة كرامة المرأة التي انحدرت إلى الحضيض في المجتمعات الغربية، وتفكك الأسر الذي بات يهدد الكيان الاجتماعي في أوروبا، لا سيما وأن "الزواج المثلي" أصبح مشروعاً في بعض البلدان الأوروبية، ويدرس في المدارس والجامعات. ولكن عندما قام هؤلاء الإرهابيون بعمليات الإجرام باسم الإسلام، فقد نزعوا ميزة الإسلام وسلاحه الوحيد وجردوه من قيمه وأخلاقه ووصموه ظلماً بالغدر، وأصبح المسلم وهو يسير في الشارع يتوارى عن الأنظار التي تراقبه، وهي خائفة وقلقه منه استناداً إلى أنه ربما يفجر نفسه في بسطاء الناس.
حتى أن أحد المعاهد هنا في هولندا أجرى استفتاء مؤخراً على بعض الهولنديين، فتبين أن 70 في المئة منهم يخافون من وجود المسلمين بينهم، وأن 58 في المئة منهم طالبوا الحكومة بعدم توظيف المحجبات في الدوائر الحكومية بعد أن كان70 المئة منهم يعارضون نزع الحجاب قبل "بطولات" هؤلاء التكفيريين.
هل هذه الأعمال تتطابق مع القاعدة الشرعية التي تجلب المصالح وتدفع المفاسد؟ وإلى متى يبقى هؤلاء التكفيريون يتحدثون باسم الإسلام؟ وأين دور العلماء لكشف هؤلاء المفسدين في الأرض وتبيان الرأي الشرعي الصحيح مقابل الآراء المنحرفة والخارجة عن جوهر ديننا وقد استغفلوا بعض الشباب الذين ولدوا في أوروبا، فوجدوا هؤلاء المحتالين أمامهم، ولم يجدوا من يفسر لهم المقصد الحقيقي لديننا الحنيف؟ وإلى متى يبقى إعلامنا يبرر لهؤلاء المجرمين قتل المدنيين في العراق بحجة تعاونهم مع الاحتلال هذه الحجة هي التي يبني عليها المجرمون أعمالهم الإجرامية في شوارع أوروبا؟.
أمير جابر- هولندا