يبدو أن العنوان غريب بعض الشيء، لأننا اعتدنا أن نسمع مثلا عن أطباء بلا حدود، صحفيون بلا حدود... إلخ من منظمات وجمعيات ومؤسسات تسعى وتعمل من أجل أن يكون عالمنا هذا لجميع الناس بلا حواجز وحدود ولكي يكون الكون ملكا للجميع أيضا.
الإرهابيون جعلوا من عالمنا هذا، عالماً بلا حدود، بجرائمهم وأفعالهم الوحشية بحق البشر والأوطان، حيث يحاولون أن ينشروا الرعب والخوف والقتل والتخلف والدمار في كل زاوية من زوايا هذا العالم الجميل، غير مبالين بالإنسان وحياته ومستقبله, هذا هو عنوان قاموسهم الإجرامي المتعطش لسفك الدماء بلا توقف. إرهابهم يمتد وينتشر في كل القارات بلا استثناء، وتنظيم "قاعدة بن لادن" نموذج للإرهابيين بلا حدود، لأنه تبنى أعمال الإجرام من تنزانيا في إفريقيا إلى مركز التجارة العالمي في أميركا، مروراً بأسبانيا وإندونيسيا والعراق والمملكة العربية السعودية.
هؤلاء الإرهابيون ينتمون إلى جنسيات مختلفة، ووجدناهم في أفغانستان والشيشان وغيرها من مدن العالم، ونجدهم اليوم في العراق كذلك، من جنسيات ومذاهب وأصول وأعراق مختلفة، ولكن ما يجمعهم ويوحدهم هو الإرهاب بحد ذاته.
وإن اختلف العقل الإجرامي المخطط والمدبر والمنفذ وأداة الجريمة ومصدر التمويل والدعم والسلاح، ولكن ستبقى الوجهة واحدة والهدف واحد، وهو عملية طغيان الإرهاب في العالم. من حيث توقيت الزمان وطبيعة المكان، ولكن هدفها واحداً أيضا. إذن إن طبيعة إرهابهم منفلتة ومتوحشة، ولا تحدها حدود، ولا تميز بين بني البشر، وكل العالم أصبح مستهدفا من قبلهم، فلذلك لابد من مواجهة فعالة تردعهم باسم البشرية، وتوقفهم عند حدهم.
حمزة الشمخي - كاتب عراقي