ماذا ينتظر أن يكون حصاد اليمين المتطرف في إسرائيل الذي أضحى أغلبية في ظل حكومة أرييل شارون اليمينية، سوى الدماء والأشلاء والدمار وفتح جبهات جديدة وبؤر توتر لإشعال حرائق وفتح جبهات جديدة تستهدف سفك المزيد من الدماء والضحايا، ليس فقط ضد الفلسطينيين بل أيضا في المجتمع الإسرائيلي الذي أصبح اليمين المتطرف سمته الرئيسية، والأجيال الجديدة في إسرائيل نظرا لثقافة العنف والكراهية والتطرف والقبضة الحديدية التي يستخدمها شارون ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في الضفة والقطاع وحتى بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر عرب 48 أو عرب إسرائيل التي تغذيها حكومة اليمين الإسرائيلي تحت شعار ''حماية أمن إسرائيل ''، هذه الأجيال مشبعة بالتطرف والكراهية ضد العرب وتميل إلى العنف أكثر مما تشجع على السلام والتعايش مع الجيران خصوصا الفلسطينيين، وقد أشار استطلاع جديد لصحيفة ''يديعوت أحرونوت'' الإسرائيلية والذي نفدته بواسطة معهد ''داحف الإسرائيلي'' أن جيل الأحداث من 15 إلى 18 سنة يميل إلى مواقف التطرف والعنف ويرفض الاعتراف أو التعايش مع الآخر ''الفلسطيني''، هذه الأجيال في إسرائيل تتزايد وتتواصل بفضل الدعم الذي تلقاه من الحكومة الإسرائيلية اليمينية وبتشجيع من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بل هي أجيال ممتدة من كاهانا إلى باروخ جولد شتاين ونوعام فريدمان وعامي بوير هؤلاء جميعهم أبطال مجازر بشعة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة وداخل الخط الأخضر وانضم إليهم يوم أمس الأول الإرهابي عيدان تسوبري الذي فتح نيران بندقيته الآلية على ركاب حافلة عرب في مدينة شفا عمرو في منطقة الجليل وأردى خمسة وأصاب أكثر من 20 فلسطينيا، هذه الثقافة الدموية التي تغذيها إسرائيل ضد العرب والفلسطينيين بشكل خاص لا تستقيم مع ما تروجه حكومة شارون عن السلام والتعايش والتسوية بل تغذي التطرف والإرهاب وتزعزع استقرار المنطقة وتنسف الجهود الدولية والعربية لتحقيق تسوية عادلة وشاملة في المنطقة، والمجتمع الدولي في ظل هذه الأجواء التي تهدد مسيرة السلام وتحاول إعادة الأمور إلى المربع الأول وفتح جبهات جدية ضد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر يتحمل مسؤولية أخلاقية وسياسية وإنسانية بشأن حماية عملية السلام من التطرف الإسرائيلي والدفع باتجاه إنجاز التسوية العادلة والشاملة في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة·