بدا الأستاذ محمد عارف مقاله، المنشور في "وجهات نظر" يوم الخميس 4/8/2005، آسفا على تحرير نحو مليون مسكين قضى معظمهم مقهورين لأكثر من خمسة عشر سنة في خدمة عسكرية إجبارية تدميرية لقاء بضعة دراهم شهريا، لا تشبع أو تكسي فردا بضعة أيام. وهؤلاء أمضوا هذه السنوات في حروب عبثية، حطمت الدولة العراقية واقتصاد شعبها، وهرب مئات الآلاف من أقرانهم إلى خارج البلاد، فارين من خدمة جيش وقوده فقراء العراقيين (بدله النقدي مليون دينار).
ولقد حارب ذلك الجيش المسلمين والعرب من جيران وأشقاء، ولم يقدم شهيداً واحدا في سبيل القضية المركزية (فلسطين)، ونكل ذلك الجيش المغدور به من قبل الأميين ورعاة القرويين من حاملي الابتدائية وسراق الرتب العليا بالآلاف من قرى العراق (وخذوا حلبجة الأنفال والأهوار مثلا لا حصرا) واستسلم قادته (الدخلاء) بجبن غير مسبوق.
الجيش العراقي لم يتم إلغاؤه بعد يوم 9/4/2003، كما ذكر الأستاذ عارف، ففي الحقيقة أن إلغاء الجيش العراقي كان يوم تنمر كبار ضباطه على الشرعية آخذين معهم الدولة العراقية ووطنها إلى انحدارات التآكل والإفقار في الكوارث المعروفة، ليتنمر عليهم بعد ذلك الجهلة والأميون من رجال المرحلة "البعثفاشية الصدامية"، وكان ما كان مما لا يذكره (مع استغراب العراقيين) الأستاذ عارف، ولم يدون يوما شروره.
لقد كان إلغاء الجيش العراقي (المغدور به) دفناً لكيان ميت تم الإعلان عن وفاته يوم سقوط صدام، وأن جيشنا الوطني القادم هو امتداد لجيش العراقيين (قبل الاختطاف)، وهو جيش لكل العراقيين وليس لبعضهم، وسوف يدافع عن سيادة العراق وأمنه وليس لمشاريع الآخرين تحت أغطية معروفة الأهداف ومشاريع غريبة لا يجهلها العراقيون اليوم.
د. عبدالرضا الفائز- عراقي مقيم في أبوظبي