نشرت وجهات نظر يوم أمس الخميس مقالا للدكتور علي محمد فخرو تحت عنوان: التكنولوجيا... الدين الجديد. وضمن تعقيبي على هذا المقال أحب أن أقول للكاتب الكريم إن التكنولوجيا ضرورة من ضرورات العصر، وهي بالطبع ليست بالكامل من إنتاج العقل العلمي الغربي وإنما هي حصيلة لتراكم العلم الإنساني منذ فجر التاريخ، وقد أسهمنا نحن العرب والمسلمون فيها بحظ وافر. وحتى لو افترضنا أن الحضارة الغربية المعاصرة هي من أنتج ما نسميه بالتكنولوجيا فهذا ليس كافيا لكي ننفر نحن منها ونعتبرها ديناً جديدا لابد من النفور منه على اعتبار أنه يختلف عن تصوراتنا الدينية وخلفياتنا الثقافية والذهنية. إن علينا أن نقوم بنوع من التمييز الواضح بين التكنولوجيا باعتبارها تجسيدا لما انتهى إليه البحث العلمي في كل زمان ومكان وبين العقائد والإيديولوجيات الغربية بمختلف أشكالها. وفي مقدمة هذه الإيديولوجيات طبعاً الليبرالية المتوحشة ومتفرعاتها العولمية الضاغطة على الشعوب الفقيرة والدول النامية، حيث إن الخطر يكمن هنا وليس في التكنولوجيا في حد ذاتها.
مريم أحمد - القاهرة