لقد طالعت المقال المنشور بصحيفتكم الموقرة اليوم الاثنين 1 أغسطس الجاري للكاتبة الإماراتية عائشة المري، بعنوان: "القمة العربية الطارئة: سياسة وسياحة وانتخابات". ورغم ما تضمنه المقال من تحليلات مختلفة عن الدعوة المصرية لانعقاد القمة، فقد جاءت تلك التحليلات من قبيل أنه لا داعي لهذه القمة؛ إذ شككت الكاتبة في مدى صدقية التوجه المصري نحو الدعوة لانعقادها.
وحقيقة – رغم احترامي الكامل لما ذكرته الكاتبة من تحليلات – فإنني أود أن أتساءل: لماذا هذا التشكيك في كل شيء، ألا تستدعي أحوال أمتنا العربية اجتماع قادتها على عجل عُجال لمناقشة ما يدلهم بها من أمور خطوب؟
الآمال عريضة وكبيرة، ونتمنى ألا تكون مجرد لقاءات واجتماعات وبيانات، نتمنى فعلاً وقولاً متلازمين. لكن إن يتيسر الفعل، أو أن الفعل جاء على قدر ما دون ما نريد وفقاً لمعطيات دولية وإقليمية غير مواتية، وليست خافية على كل لبيب مدرك حريص على مصلحة هذه الأمة. فهل إذا جاء الفعل على هذا القدر، نرفض اجتماعات القادة العرب، ونشكك فيها، وفي مدى المصداقية التي منها انطلقت الدعوة للقمة.
إن ما تناولته الأخت الكاتبة يعود بذاكرتي قليلاً حينما رفضت تونس الشقيقة انعقاد القمة العربية على أراضيها، وحينها استشعر كل مواطن عربي من محيطه إلي خليجه – رغم الأمل الضعيف في مقررات القمـة – مدى الخطر الذي يحدق بنا، فكانت دعوة مصر لانعقاد القمة في أقرب وقت على أرض مصر. وحينها لم تسلم مصر أيضاً من القيل والقال...
إن حال أمتنا يستدعي منا الإسهام بفكرة، وإنضاج فكرة، وبلورة موضوع، وإثرائه بدلاً من قتله، بالتشكيك فيه.
خالد عبيدي- أبوظبي