يجسد الانتقال السلس للسلطة في المملكة العربية السعودية تقاليد سياسية راسخة ليس في المملكة العربية السعودية فحسب بل على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تلعب دوراً مؤثراً اليوم على الساحة الدولية بفضل الاستقرار السياسي الذي تنعم به بالإضافة إلى ما تملكه من ثروات نفطية واقتصادية تسهم في دعم الاقتصاد العالمي وأضحت شريكاً دولياً مهماً يدعم استقرار السوق ويسهم بفعالية في مسيرة التنمية الدولية· والمملكة العربية السعودية بما تملكه من رصيد سياسي واقتصادي تعتبر صمام الأمان والاستقرار في المنطقة، وقد قام الراحل الكبير الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ''رحمه الله'' بتكريس هذا الدور واجتاز بحنكة سياسية يعرف بها قادة دول المنطقة الكثير من الأنواء والأعاصير التي اجتاحت المنطقة خلال عقدي الثمانينات والتسعينات، وشكلت سياسة المملكة العربية السعودية مع شقيقاتها بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نهجاً عقلانياً ورشيداً خلال العقود الماضية له الفضل في ما تعيشه دول المنطقة من ازدهار واستقرار وتطور في كافة المجالات·
المشاركة الدولية الواسعة سواء على الصعيد العربي أو الإسلامي أو الدولي في تشييع الملك فهد بن عبدالعزيز إلى مثواه الأخير تجسد المكانة والدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية سواء في المنطقة أو على صعيد الشرق الأوسط والعالم، وتؤكد أيضا التقدير الدولي للقيم والمثل الخليجية والنهج الذي تم فيه انتقال السلطة من خير خلف إلى خير سلف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي يكمل مسيرة الراحل الكبير الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الذي وضع المملكة على أعتاب مرحلة جديدة وهيأ لها كل السبل والظروف للانتقال إلى عهد جديد بكل معطياته ومفاهيمه بفضل سياسات التحديث والتطوير التي انتهجها على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، والمملكة اليوم في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز تجتاز مرحلة جديدة وعهداً جديداً يجسد القيم العربية الأصيلة ونهج الحضارة والتقدم، وتفتح آفاقاً جديدة لعلاقات عربية وخليجية أكثر تطوراً بما يخدم مصالح المنطقة ويدعم أمنها واستقرارها ويلبي طموحات وآمال شعوبها