بعد العمليات الإرهابية التي شهدتها منطقتنا العربية وبلداننا الإسلامية، أود أن أقول: يا بلاد العُرب يا بلاد الإسلام: أين السلام؟ كنت بلاد سلام وبلادَ أمان فأين هذا الأمان؟ ماذا حدث لنا؟ هل فقدنا السلام؟ نبحث عن السلام ونطالب به ونحن الذين نبعده عنا. في كل يوم في العراق تسيل الدماء، وفي لبنان انفجار تلو انفجار وكذلك غيرهما من البلدان. وهذا كله من أعمالنا نحن, بأيدينا صنعناه. أوليست هذه خيانة لإسلامنا وبلادنا وإخواننا؟
ديننا الإسلامي دعانا إلى الأخوة والمحبة والوحدة وها نحن نتفرق، وكل يبني له حزباً، ويبني له جماعة، وكل ينتسب لجماعته. ويسود بينهم التعصب والمناقشات الساخنة والاشتباكات، ناسين أمر الله ورسوله. بقوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا". تفرقنا هذا يزيد من ضعفنا ويقوي من شوكة أعدائنا أعداء الإسلام. وهذا هو السبب في تقويتهم علينا. وبتفرقنا هذا أصبحنا غير قادرين على حل خلافاتنا الخاصة وهذا يجعل أعداءنا يتحكمون بنا ونحن لهم آذان صاغية، نسير على رأيهم ونقول لهم سمعاً وطاعة.
كثرت المشاكل بيننا وكثرت الدماء فصاروا يسموننا بالإرهابيين، فكيف يقبل من يفجر نفسه أن يقتل من أبناء بلاده وإخوانه، ألا يحزن قلبه على قتل طفل صغير وأناس أبرياء، هل مات الإحساس في قلبه؟
وأقول لمن يقدم على هذه الجرائم الإرهابية البشعة: لو أنك رأيت في يوم ما طفلك يتألم أو أمك أو أحداً من أهلك، فإنك ستشعر بالألم والعذاب، فكيف لا تفكر في هؤلاء الأبرياء وهم أيضاً لهم آباء وأمهات وأهل؟ لا تظن أنه لا حساب بعد عملتك هذه. إن قتل الأبرياء،عقابه عند الله شديد.
على الشعب العربي والإسلامي زرع الوحدة والمحبة والإصلاح في نفوس شباب الأمة العربية والإسلامية، وعلينا أن نتحد باسم العروبة والإسلام ونقف صفاً واحداً في محاربة الإرهاب، ونكون ضد كل من يسيء إلى سمعة الإسلام، ونعمل بكل ما في وسعنا لتحرير الشباب من الأفكار الخاطئة بتوجيه من الآباء والعلماء ورجال الدين.
صالح الواحدي - أبوظبي