في مقاله المنشور يوم أمس الاثنين بصفحات "وجهات نظر" سلط المحلل السياسي الأميركي "ماكس بوت" الضوء على آخر استطلاعات الرأي التي أجريت في بعض الدول العربية والإسلامية معرباً عن تفاؤله بأن أميركا في طريقها إلى الانتصار في معركة كسب العقول والقلوب. وفي ردي على هذا المقال، أرى أن الكاتب رصد نتائج استطلاع للرأي أجري مؤخراً في عدة بلدان عربية وإسلامية، وهو استطلاع يعكس، حسب الكاتب، تحسناً ملحوظاً في رؤية العرب والمسلمين تجاه أميركا. الكاتب اهتم برفض نسبة كبيرة ممن أجريت عليهم الاستطلاعات للعنف والإرهاب، وقبول نسبة لا يستهان بها بالديمقراطية كنموذج يمكن تطبيقه في الدول العربية والإسلامية. لكن لم يتطرق "بوت" إلى الوسائل التي يمكن لأميركا من خلالها الحد من العنف والإرهاب، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، التي يعتبرها كثير من المحللين الأميركيين منطقة لتفريخ الإرهاب العالمي. كنت أتوقع من الكاتب مطالبة الإدارة الأميركية بالإسراع في إيجاد حل عادل شامل للقضية الفلسطينية، والإسراع في الخروج من النفق العراقي المظلم، ومساعدة السودان على التعافي من آثار الحرب الأهلية، ومد يد العون للدول الفقيرة كي تنهض اقتصادياً، ففي تقديري أن كل ما سبق كفيل بتصحيح صورة أميركا ليس فقط في العالمين العربي والإسلامي، بل في العالم كله. مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تعتمد على القوة العسكرية فقط، بل تحتاج إلى سياسة خارجية أميركية تتسم بالعدالة والحياد، وتحتاج إلى قرارات دولية غير مشوبة بالأحادية المقيتة، وتحتاج أيضاً إلى مجلس أمن دولي غير مكبل بالفيتو.
أسامة عطا حسن- دبي